الشعور بمرارة الفوضى المتكررة يومياً وإدراك تأثير الفوضى على الفردِ ونفسيتهِ ونتيجتها على سلوكهِ وتصرفهِ، ثم أدائه وإنتاجيته، لا تحتاج إلى ذي فهم مميز، أو مزاج هادئ، أو صاحب حس مرهف؛ بل يدركه كل راكب سيارة أو سالك طريق في شوارع بلادنا الحبيبة.. وهو يرى أن هذه الفوضى تحصد آلاف الأرواح من البشر وتحدث الإعاقة الدائمة لأكثر من ذلك بكثير، وتستنزف الجهد والمال العام.. وفي ذلك إحصائيات كبيرة مروعة لا يسع المجال لتفصيلها وهي متوفرة لكل باحث مهتم.. هذه الفوضى في المرور مع كل خسائرها الظاهرة، لها تأثير نفسي بالغ.. من حيث إنها تشعرك برخص حياة الإنسان، وأنك رغم كل ما تحصل عليه من تعليم وتطور حضاري مادي.. لا تحصل على تطور سلوكي موازٍ ينقلك إلى مصاف الإنسان المتحضر.. ألا تشعر بالإحباط! عندما يُترك متهور بسيارته ليعبث بسلامتك وسلامة أسرتك من غير مراقبة فعالة أو محاسبة رادعة. والأكثر إزعاجاً من هذا هو: إحالة اللائمة على المواطن، وأنه مختلف عن باقي الناس في الدول المتقدمة.. بينما المشكلة هي عدم وجود نظام صارم، قابل للتطبيق أو عدم تطبيق نظام موجود.. ومن ذلك عدم السماح لشرطة المرور بمطاردة المخالفين، وهو منظر متكرر نشاهده كل حين.. إلى حد أنك ترى من يقطع الإشارة الحمراء أمام دورية المرور، من غير أن تلاحقه.. أو أن تحركَ ساكناً..!! الدوريات المطاردة للمخالفين نظام متبع في كل البلدان أو معظمها.. لكن الذي يقود هذه الدوريات شباب متعلم جامعي وخاضع لدورات مكثفة في التعامل الحسن "الحازم" مع كل مخالف للمرور.. فوضى المرور تركت مرارة وغصة في قلب كل مواطن واعٍ محب لوطنه محب لإنسان هذا الوطن الغالي.. كل إنسان غيور يحب أن يرى وطنه في مصاف الدول المتقدمة.. كل إنسان يحترم الإنسان الذي أكرمه الله ويرى قيمة غالية لحياة البشر التي لا يحب أن يراها تهدر في الطرقات.