لكلاسيكو الهلال والاتحاد نكهة مختلفة حتى عن «الديربيات» في منافساتنا الرياضية المحلية.. فخلال العقود السابقة وصل بريق هذا النزال إلى خارج الحدود بسبب القيمة الفنية للفريقين، وكذلك الكثافة الجماهيرية من العشاق، وسجل الفريقين البطولي، فالهلال الزعيم والاتحاد وصيفة في بنك البطولات الزاخر. فمن وجهة نظري الشخصية والمبنية على سجل الفرق السعودية، أرى أن المنافس الحقيقي للهلال هو الاتحاد فقط.. وكل ما يدار في الإعلام ليس من منطق البشر ولا من منطق الأرقام وليس في قاموس التنافس، فالاتحاد هو المنافس الأول محلياً وعربياً وآسيوياً للهلال، وكما أشرت هو تنافس «بلغة الأرقام «لا» بلغة الأوهام»..!! ومن هذا المنطلق.. يقول الأذكياء دائماً: «إن استمرار منافسك قوياً يجعلك أقوى». لهذا فالهلال خسر كثيراً حينما تراجع خصمه اللدود الاتحاد عن المنافسة الجادة وبات تحضير الهلال له أقل أهمية، مما انعكس سلباً على مسيرة الهلال في باقي المنافسات. ولكن.. ورغم كل هذه الأسباب «الحقيقية» إلا أن الكلاسيكو حافظ على جماله وحضوره الإعلامي والجماهيري.. ومع كل لقاء تفتح سجلات التاريخ لهذين البطلين للتنزه في ساحات الذهب الفردية والجماعية لتداول الأرقام المذهلة منذ أول لقاء جمع بينهما. الكبار يأتون بهيبتهم مهما تعثرت خطواتهم الفنية، وعليه ورغم فارق الاستقرار بين الفريقين هذا الموسم، إلا انه لا أحد يجرؤ على التخمين أو الجزم بنتيجة اللقاء.. فعلى المستطيل الأخضر تظل الهيبة لاعباً أساسياً لا يستطيع أي مدرب تهميشه أو تحييده. سيمفونيات رائعة عزفها النجوم من الفريقين عمراً طويلاً.. والأهم أن لقاءات الكلاسيكو عادة ما تشهد ولادة النجوم الكبار الذين يختارهم القدر لأن يولدوا كباراً في حضرة الكبار. ولأن الحديث عن قمة الكرة السعودية وجماليات الكلاسيكو السعودي الفخم علينا أن نتذكر المدرج.. بجماله وعنفه وشدوه الذي يسرق الألباب. كل مدرج يقول «الزين عندي».. جماهير تتنفس كرة القدم وتحيا بعشقها لفريقها.. وفي الوقت الذي يرسم نجوم الفريقين لوحاتهم على المستطيل الأخضر.. يرسم الجمهور في المدرج لوحات من دهشة وطرب وجمال. في حضرة الهلال والاتحاد لا يمكن أن تخرج بعيداً عن المتعة مهما اختلفت موازين القوى في الفريقين. ونأمل أن يفي الكلاسيكو الكبير بوعوده ليستمتع عشاق كرة القدم في كل مكان.