يقول مارتن ريدرادو، مؤسس المركز الفكري (فونداكيون كابيتال) في مقره في بيونس آيرس: إن ما تحتاجه الأرجنتين هو تحفيز الأعمال الزراعية، وقطاعي الطاقة والبنية التحتية لتنشيط التدفقات الداخلة الدولار، وليس إصدار سندات جديدة. عمل ريدرادو مستشارا لمرشح الرئاسة الأرجنتينية سيرجيو ماسا، وتولى منصب رئيس البنك المركزي ما بين (سبتمبر) من عام 2004 و(يناير) من عام 2010. ما الذي ينبغي على الرئيس المقبل فعله؟ يجب علينا إنشاء برنامج في الحادي عشر من ديسمبر (وهو اليوم الأول للرئيس القادم في السلطة) لوضع حوافز ضريبية في القطاعات الأكثر دينامية من أجل إدخال العملات الأجنبية، أو إلغاء الضرائب المفروضة على الصادرات. يجب علينا أيضا فتح وتوسيع إمكانية الوصول إلى وكالات التمويل الرئيسية متعددة الأطراف، مثل البنك الدولي، خاصة بالنسبة لمشاريع بنية تحتية معينة. ينبغي أيضا اتخاذ تدابير هيكلية، مثل قانون جديد لإيجاد وكالة اتحادية للإحصاءات. وهذه الوكالة سوف تقيس مستوى الفقر والتضخم وغيره من المؤشرات الاقتصادية بطريقة شفافة. علاوة على ذلك، ينبغي أن يكون هنالك برنامج اقتصادي بأهداف محددة للإنفاق العام وللمهمة النقدية، والأجور السياسية، وسياسات الاستثمار العامة. هذا سيعمل على خلق الثقة في تخفيض معدل التضخم بمعدل 10 نقاط مئوية في السنة الواحدة، بحيث يصل إلى أرقام من خانة واحدة، خلال سنتين أو ثلاث سنوات قادمة. ما الذي ينبغي القيام به أولا؟ تحتاج الأرجنتين لاسترداد الدولارات التي خسرها البنك المركزي هذا العام. يجب أن يكون محور تركيز البرنامج الاقتصادي هو توليد أموال حقيقية من الاستثمارات في الصناعات الزراعية والطاقة والبنية التحتية. ما الذي يحتاج إلى إصلاح أيضا؟ مسألة إمكانية الوصول إلى أسواق التمويل. أن نصبح عضواً طبيعياً في المجتمع المالي الدولي وتطبيع علاقاتنا مع بقية العالم، كل هذا سوف يجلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الوقت المناسب. من الصعب حصول تلك الاستثمارات فوراً في اليوم الأول بعد فقدان المصداقية التي كانت تتمتع بها الأرجنتين. كم حجم السندات الذي تحتاج الأرجنتين إلى إصدارها في العام القادم؟ إن الأمر لا يتعلق بإصدار السندات. ينبغي عليك أن تراهن على أموال الاستثمارات وعلى برنامج يقلل من عجز الميزانية. ينبغي ألا يتم دعم الأرجنتين بالسندات. هل هنالك أية إغاثة قصيرة الأجل؟ يمتلك القطاع الزراعي حاليا المال المتمثل في الأكياس الموجودة في الصوامع. في اليوم الذي يبيع فيه الناس تلك الحبوب، سوف يتدفق المال إلى الأسواق. مع اتخاذ تدابير لخفض أو الحد من تلك الضرائب المفروضة على الصادرات، سيكون لديهم الحوافز لبيع الدولارات إلى البنك المركزي. هنالك حوالي 8-10 مليارات دولار، وهذا سوف يتدفق إلى سوق العملات خلال أول 90 إلى 100 يوم. ماذا يحدث مع الممتنعين عن تسوية الديون؟ لدينا منهج شامل لحل مجمل حالات الامتناع. بمعنى، أن نسبة ال7 بالمائة لم تأت في المفاوضات التي تمت في عام 2005 و2010. ونحتاج بأن نتبع نهجاً استباقياً. كيف يمكن للبنك المركزي الأرجنتيني إعادة اكتساب استقلاليته؟ يجب أن يتم وضع ميثاق جديد، مماثل لذلك الميثاق الذي كان موجودا قبل عام 2010، لكنه يجب أن يمنح البنك المركزي استقلالية وظيفية. ماذا سيكون إرث الرئيسة كيرتشنر؟ هنالك واحد من كل أربعة أرجنتينيين تحت خط الفقر، وهذا يعد عاراً، نظراً للموارد التي يمتلكها هذا البلد، ثم إنهم تركوا البنك المركزي بلا احتياطيات. من يشتري سندات الأرجنتين؟ يجب على الأرجنتين إيجاد سياسة اقتصادية أكثر مهنية وأكثر عقلانية. نرجو أن يرى الرئيس المقبل المشكلة منذ بدايتها. إذا لم يستطع رؤيتها، فإن الواقع سيوضح له الأمر. بعد عامين من الآن، سوف تكون سندات الأرجنتين واحدة من أفضل الاستثمارات عند النظر في أي محفظة استثمارية. كيف تؤثر البرازيل في الأرجنتين؟ لدينا علاقة تجارية كبيرة داخل القطاع الصناعي مع البرازيل، وهنالك سلاسل قيمة ضخمة مرتبطة بشكل مباشر، ومن هنا جاءنا الضرر. خلال فترة العام والنصف المقبلة، لن تسهم البرازيل في التجارة الخارجية للأرجنتين، التي تفرض أيضا ضغطا علينا لإيجاد سياسة خارجية أكثر نشاطا بشكل كبير. ينبغي أن يكون لدى السوق المشتركة الجنوبية سياسة أكثر نشاطا، وفقا للتجارة الدولية. قد تكون هنالك مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي أو بلدان أخرى في تحالف المحيط الهادئ، على سبيل المثال. الدروس المستفادة في الحكومة: عندما لا تكون قادرا على تطبيق 70 بالمائة من أفكارك أثناء توليك السلطة، يكون الوقت قد حان للرحيل. وأفضل نصيحة استثمارية: سندات الأرجنتين لماذا؟ الحقيقة تطرق الباب، وليس لدى البنك المركزي أي احتياطيات من النقد الأجنبي. لذلك ليس هنالك مجال للكلام الفارغ في مجال الاقتصاد.