ربما يتعين علينا ألا نلقي باللوم على السهر طويلا أمام الشاشة الصغيرة أو تصفح الإنترنت طوال الوقت أو تناول وجبات خفيفة قبل منتصف الليل أو قراءة كتاب ممتع أو حتى الانشغال بمواعيد العمل المرهقة والمشغوليات الأخرى التي تحفل بها الحياة الحديثة.. بوصفها الأمور التي تحرمنا من أخذ قسط وافر من النوم. فقد كشفت الأبحاث أمس الأول، أن من يعيشون في مجتمعات بدائية منعزلة تكنولوجيا في بيئات بأفريقيا وأمريكا الجنوبية لا ينالون قسطا أوفر منا من النوم. رصد العلماء حياة 96 بالغا من شعب تسيمين في بوليفيا وقبائل هادزا في تنزانيا وشعب سان في ناميبيا لفترة امتدت مجتمعة إلى 1165 يوما في أول دراسة من نوعها؛ لبحث أنماط نوم شعوب الحضارات البدائية التي تعتمد على جمع الغذاء والصيد. وحتى دون وجود كهرباء أو مغريات الحياة الحديثة فقد كانوا ينامون ست ساعات و25 دقيقة في اليوم في المتوسط، وهو رقم يقترب من الحد الأدنى لمتوسطات النوم في المجتمعات الصناعية الحديثة. وقال جيروم سيجل استاذ الطب النفسي بجامعة لوس انجليس في كاليفورنيا "الاستنتاج الجلي البالغ الأهمية هو انهم لم يكونوا ينامون ساعات أكثر.. على خلاف ما هو متصور".