تأسست منظمة شانغهاي للتعاون (SCO) في عام 2001م بدول اعضائها الست وهم روسياوالصين وكازاخستان وطاجيكستان وقيرغيزستان وأوزباكستان، وخمس دول بصفة مراقب وتحضر الاجتماعات السنوية وهم ايرانوالهند وباكستان وافغانستان ومنغوليا وكما ان تركيا وبيلاروس وسريلانكا يعتبرون شركاء في الحوار. منظمة شانغهاي للتعاون هي منظمة سياسية واقتصادية وعسكرية وتعتبر من اهم التحالفات الامنية التي ظهرت في آسيا منذ انتهاء الحرب الباردة وفي عام 2014م صرح مسئولون في المنظمة عن سعي ايران للانضمام الى المنظمة بعضوية كاملة، ولكن خسرت ايران فرصة الحصول على العضوية الكاملة بسبب اشتراط المنظمة على الا تكون هنالك أي عقوبات دولية على دول الاعضاء. تبين في العقدين الماضيين ان هناك جهودا مكثفة من قبل الحكومة الايرانية لتوسيع بصمتها في دول الاتحاد السوفيتي السابق وفي عام 2006م، عندما حضر الرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد كضيف شرف على منظمة شانغهاي للتعاون وألقى خطابه كإشارة واضحة لكيفية رؤية إيران للمنطقة الغنية بالطاقة التي تمتد من مضيق هرمز الى مضيق تايوان، ولهذا تسعى إيران عبر منظمة شانغهاي الى اضعاف التأثير الامريكي في منطقة أوراسيا (Eurasia) عبر تقوية اقتصاد الدول الاعضاء والتعاون فيما بينهم في مجال مكافحة الارهاب والضغط على الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفائها للانسحاب من افغانستان لفتح المجال لدور مهم امام الصينوروسيا. وفي عام 2012م صرح وزير الدفاع الامريكي السابق ليون بانيتا بأن من اولوية الاستراتيجية الجديدة هي زيادة التركيز على قارة آسيا وهنالك الكثير من المحللين الذي يرون منظمة شانغهاي للتعاون كحلف عسكري جديد يهدف الى مواجهة الناتو. بعد متابعة اجتماع القمة لأعضاء منظمة شانغهاي للتعاون الذي عقد في مدينة أوفا الروسية في شهر يوليو الماضي، ألاحظ التالي: 1- ما تم اعلانه عن مضي كل من الهند وباكستان في استكمال اجراءات انضمامهم الى العضوية الكاملة في المنظمة، وذلك من دون الوصول الى حل في قضية كشمير قد يكون سببا في عرقلة تقدم المنظمة في المستقبل. 2- سبق وأن طرحت الصين مشروع "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" وطرقه البرية والبحرية والجوية عبر دول الاعضاء (تشكل 14.7% من الناتج القومي العالمي) ببناء ممر للنقل يصل المحيط الهادي ببحر البلطيق وشرق آسيا بجنوب آسيا وتشير التقديرات إلى ان استهلاك الصين للنفط ينمو بمعدل 7.5% سنوياً أي أسرع من الولاياتالمتحدةالامريكية بسبع مرات وبما ان الصين تعتبر المستورد الاول للنفط في العالم هنا سوف تأتي حاجة المنظمة وخاصة الصين بعد رفع العقوبات عن ايران وانضمامها الى المنظمة الى تعزيز وتقوية العلاقات الاقتصادية بحيث سوف تتجه الصين للاعتماد على ايران في استيراد الطاقة من الخارج بما انها تمتلك ثاني اكبر مخزون في العالم من الغاز الطبيعي وثالث أكبر مخزون في العالم من النفط وتصدر ايران 500 ألف برميل يومياً الى روسيا. ناهيك عن المشاريع الاقتصادية الحالية والعلاقات التي تربط دول الاعضاء والمراقبون بإيران فإنها سوف يكون لها دور استراتيجي فعال في قارة آسيا والذي سيسعى الى تطور التعاون المشترك على مستوى القارة. 3- من مبادئ المنظمة هي مكافحة الارهاب والتطرف والنزعة الانفصالية فهنالك مناورات عسكرية مشتركة لرفع التعاون العسكري والأمني وبعد انضمام كل من الهند وباكستان وإيران (تضم اكثر من 50% من سكان العالم) الى العضوية الكاملة سوف يهدف هذا التجمع لعمل قوة موازنة للقوة الامريكية وتجنب النزاعات التي تسمح للولايات المتحدةالامريكية بالتدخل من مناطق قريبة من حدود الصينوروسيا وبعد انضمام هذه الدول سيكون هنالك احتمالية تطوير هذه المنظمة الى حلف عسكري، ومن هنا يأتي نقل الثقل العسكري الامريكي الى منطقتي المحيط الهادي والهندي لمواجهة صعود الكتلة الشرقية وخاصة الصين.