أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء بالفضائل "الإنسانية" للإسلام وذلك خلال افتتاح مسجد موسكو الكبير، احد اكبر مساجد اوروبا، بحضور الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والتركي رجب طيب اردوغان. وقال الرئيس الروسي في خطاب تدشين المسجد "انه حدث كبير لمسلمي روسيا. لقد أعيد بناء أحد أقدم مساجد موسكو في مكانه التاريخي". واضاف ان "روسيا دولة متعددة الاديان، يعتبر فيها الإسلام أحد الأديان التقليدية". وقال "هذا المسجد سيكون مصدرا لنشر الافكار الانسانية والقيم الحقيقية للاسلام"، منددا بتنظيم داعش الذي "شوه صورة الاسلام". وسيجتمع الرئيس الروسي مع الرئيس التركي لبحث مسألة محاربة تنظيم داعش ومشروع أنبوب الغاز "تركيش ستريم". ومسجد موسكو الكبير الواقع على مساحة 19 ألف متر مربع يقع قرب وسط العاصمة الروسية ويمكنه استقبال عشرة الاف شخص، ما يجعله احد اكبر مساجد اوروبا من حيث قدرة الاستيعاب. وكان قرار هدم المسجد القديم الذي يعود الى العام 1904 أثار جدلا في العالم 2011. وكان من المتوقع في بادئ الامر افتتاح المسجد في مايو 2016، لكن السلطات قررت الاسراع من العمل وافتتاحه هذا العام بمناسبة الذكرى السبعين للحرب الوطنية العظمى (1945-1941). وقال نائب رئيس مجلس مفتي روسيا روشان ابياسوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس ان "الاعمال كلفت 170 مليون دولار". واضاف ان رجل اعمال من داغستان في القوقاز الروسي هو الذي مول القسم الاكبر من اعادة الاعمار عبر هبة بقيمة عشرات ملايين اليورو. واستخدم المرمر وحجر الملاكيت لبناء واجهات المسجد، كما طلي المسجد بشكل رئيس باللونين الذهبي والفيروزي، أما الرسم على الجدران فقد استدعى المهندسون رسامين أتراكا لإنجاز هذه المهمة خصيصا، حيث كانت مهمتهم زخرفة القبة وزجاج النوافذ، واقتبس شكل المآذن من شكل برجي كرملين موسكو وقازان. ويقول روشان أبياسوف النائب الأول لرئيس مجلس الافتاء الروسي إن حضور بوتين هي إشارة مهمة للعالم العربي والإسلامي، ودليل على أن مسلمي روسيا جزء لا يتجزأ من روسيا والعالم. لكن اعادة افتتاح مسجد موسكو الكبير لن تكون كافية لمواجهة كل المشاكل التي يعاني منها مسلمو موسكو.