تمر علينا خلال السنة مناسبتان دينيتان نعد لهما العدة، ونجهز أنفسنا لاستقبالهما في أبهى حلتنا فرحين مستبشرين. فماذا فعلت الجهات المعنية لاستقبال تلك المناسبتين والاستعداد لهما كواجب حتمي عليهم؟. الرسالة موجهة إلى وزارة الداخلية (الجوازات) ووزارة العمل ووزارة الشؤون البلدية والقروية تلك الجهات المعنية خاصة في موسم عيد الأضحى المبارك الذي يحتاج فيه الآلاف من المواطنين والمقيمين إلى الأضحية سواء لشرائها أو ذبحها. وما اشتكى منه الكثير من المواطنين والمقيمين إلى سوء وضع المسالخ، والنصب والاحتيال في أسواق الغنم التي تعد أحد الأوكار للعمالة المتخلفة، أهي خارج نطاق وزارة العمل والجوازات والبلدية التي تغزو المطاعم والمراكز النسائية والمحلات التجارية بشراهة شديدة، وتطالب المراكز النسائية والحلاقين بوضع شهادات صحية والالتحاق بالدورات التدريبية، ألا يعد القائمون بالذبح والسلخ من أولويات المطالبين بالشهادات الصحية؟ ألا تعد المسالخ مظهرا حضاريا لا بد من النظر في حاله وتحسينه ومتابعته بصورة مستمرة؟ مبان متهالكة، عمالة تعمل في المسالخ ليس لديها مهنة حقيقة، انسداد في المجاري، اسلاك كهربائية عشوائية، إنارة ضعيفة، تنعدم فيها أدنى حالات النظافة والتعقيم، والطرق الكيميائية للتخلص من البقايا "أعزكم الله"...!! وضع يرثى له، وبقعة حقيقية لانتشار أوبئة. لا يوجد رقيب ولا حسيب على الذبائح القادمة لسوق الغنم من المناطق المختلفة، ولا وسائل النقل لنقل السلعة من سوق الغنم للمسلخ جميعها قذرة ومتهالكة، ولا طبيب بيطري للمعاينة قبل الذبح. فمن المتعارف عليه عالمياً أن هناك تراخيص تمنح من البلدية لممارسة هذه المهنة بمواصفات وشروط معينة للمكان وللقائمين عليها وللسلعة نفسها. ويشترط لمنح الترخيص الحصول على بطاقة صحية - تجدد بصورة مستمرة - من البلدية بخلو طالب الترخيص والعاملين معه من الأمراض المعدية والجلدية. كما يجب على المتعهدين ومستثمري المسالخ والعاملين لديهم الالتزام بنظام العمل الداخلي، وعلى صاحب العمل توفير الزي الخاص للعاملين لديه وفقاً للألوان والمواصفات لكل مهنة مع التقيد بقواعد النظافة العامة والشخصية، ومنع خروج العمال أو الجزارين بزي العمل أو حزام السكاكين مراعاة للمظهر العام. ويحظر تشغيل أي عامل مصاب أو يصاب بجروح أثناء العمل إلا بعد اكتمال شفائه. ويمنع منعاً باتاً الأكل أو التدخين أو النوم أو وضع الأمتعة الشخصية أو الصناديق والكراتين داخل صالات الذبح. ويتم الكشف على الذبائح لتقرير مدى صلاحيتها للاستهلاك الآدمي طبقاً للقواعد العلمية الدولية. ولطبيب المسلخ أن يقرر إعدامها كليا أو جزئياً إذا اكتشف أن لحومها مصابة بمرض ضار بصحة الإنسان أو الحيوان مع تبليغ الجهات المختصة لاتخاذ التدابير الوقائية في هذا الشأن. أين نحن من هذا كله؟ ومما يدعو للدهشة أن معظم سكان المملكة من أكلة اللحوم الحمراء ومشهورون عالمياً "بالكبسة والمرق"... أليست أولى الأماكن لمراقبة لحومها والاهتمام ببيئتها للمحافظة على صحة شعبها، وتسهيل مهمتهم لشرائها وذبحها بطرق حضارية!! وكل عام وأنتم بخير.