ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الأمس، قبيل الإعلان الرسمي عن بيانات المخزونات الأمريكية، وبدء اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، مع تواصل المخاوف المتعلقة بارتفاع المعروض العالمي من الخام. وأظهرت بيانات صادرة عن معهد البترول الأمريكي أمس الأول انخفاض مخزونات الخام بنحو 3.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 11 سبتمبر، فيما انخفضت أسعار خام برنت بشكل طفيف الثلاثاء بينما استمر ضعف اقتصاد آسيا. وأشارت مؤسسة «جينسكيب» أن هناك هبوطاً بمقدار 1,8 مليون برميل الأسبوع الماضي في كوشينج، أوكلاهوما، نقطة التسليم للخام الأمريكي. ويتوقع صدور تقرير إدارة معلومات الطاقة في الولاياتالمتحدة في وقت متأخر يوم الأربعاء «أمس». وكانت العقود الآجلة مطلع الشهر الجاري للخام الأمريكي تُباع بِ44,15 دولار للبرميل، بارتفاع 15 سنتا من الإغلاق السابق. مع ذلك، فإن عقود برنت المسوقة عالمياً كانت أضعف، متبعة أخبار الاقتصاد الأسيوي الأكثر قتامة، إذ هبطت بمقدار 6 سنتات بِ46,31 دولار للبرميل. وتقول «إينرجي أسبكتس»: مع تباطؤ الطلب الآسيوي ليس فقط بسبب العدوى من ضائقة الاقتصاد الصيني، ولكن أيضاً من صعود المخاطر السياسية في بلدان مثل الصين وماليزيا وتايلاند، فإن استشراف سوق النفط يبقى ضبابياً. وأظهر استبيان أجرته رويترز أن ثقة المصنعين اليابانيين هبطت بأقصى ما يمكن في سنة خلال سبتمبر إلى انخفاض ثمانية أشهر، ويتنبأ بالأسوأ أكثر بينما تزداد المخاوف من تباطؤ اقتصادي تقوده الصين. ففي الصين، قفز الصرف المالي إلى 25,9% في أغسطس منذ سنة مضت في حين تحاول بكين إعادة تنشيط النمو الاقتصادي المتدهور، لكن أسواق الأسهم تأثرت مع هبوط سوق الأسهم الكبرى في الصين حوالي 4%. وقال الاستشاري وود ماكينزي: «في النصف الأول من عام 2015 إن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الصين بلغ 7%. فالنمو الرسمي الاقتصادي على النقيض تماما من نمو الطلب على السلع الذي كان منخفضاً خلال عام 2015». وأضاف أن سوق الأسهم النشيط في الصين تضمن نمواً اقتصادياً وصل إلى 5,3% في الربع الثاني وإلى فقط 4,5% في الربع الثالث. ومن ناحية العرض، كررت فينزويلا دعوتها لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) لتخفيض الإنتاج، لكن المنتجين في الشرق الأوسط ضمن اوبك -والذين يتحكمون بفعالية في نادي التصدير- تعهدوا حتى الآن بالحفاظ على الإنتاج مرتفعاً لكي يدافعوا عن أسهم السوق ضد ارتفاع المنافسة. ورغم وجهة النظر المتوسطة والضعيفة، يقول المحللون إنهم يرون إشارات مبكرة على إعادة التوازن للسوق. وأضاف ماكينزي: «يبقى السوق مشبعاً بالعرض. لكن تراكم الأسهم معتدل. وينبغي لعروض الولاياتالمتحدة وأوبك أن تستمر على المسارات الحالية، فنوفمبر وديسمبر سوف يشهدان سحوبات أسهم قليلة عالمياً».