وسط حضور غير مسبوق اكتظت به قاعات غرفة الأحساء، انعقدت ورشة عمل «ابدأ مشروعك الصغير.. ولكن»، التي قدّمها المدرّب الدكتور نبيل شلبي مؤسس ورئيس دار المستثمر العربي للخدمات الاستشارية مؤخراً، بتنظيم من (مركز تطوير الأعمال الناشئة) بإدارة التدريب وتوطين الوظائف في الغرفة. وجاءت الورشة التي استمرت 3 ساعات متواصلة غنية بالمعلومات والارشادات والنصائح العامة والاستشارات الخبيرة في مجال ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة، حيث كشفت عن أهم سمات وصفات المستثمر الصغير، وكيفية توليد افكار المشاريع الريادية، وعرّفت بدراسة الجدوى وخطط العمل وأهم أسباب فشل المشاريع الصغيرة بالإضافة إلى طرق الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات في نجاح المشروعات الصغيرة وغيرها من المحاور الهامة. وفي البداية، بيّن المحاضر الدكتور شلبي أن مصطلح رائد الأعمال الذي نعرفه حالياً موجود لدينا في حياتنا منذ عقود خلت، ولكن بمسمى آخر وهو «الشخص العصامي»، ومهما اختلفت المسميات والتعريفات لرائد الأعمال، يظل الجوهر واحدا وهو العمل بجد للوصول للنجاح، مشيراً إلى أن الكثيرين منا تأتيه أفكار رائعة ولكن الناجح هو من يقوم بدراسة فكرته ويستطيع أن يخرجها للنور في شكل مشروع واقعي كي لا تبقى حبيسة داخل ذهنه واحلامه. وأوضح أنه يتجه لاستخدام مُسمَّى (المستثمر الصغير) للتعبير عن كل من يرغب في بدء مشروع خاص أو يمتلك مشروعاً بالفعل ويريد أن يديره بصورة صحيحة وسليمة؛ لكونه يستثمر في ثلاثة أشياء هي ماله وجهده ووقته، وصغيرا لأنه (بالغالب) يحتاج رأس مال صغير نسبياً، كما أن أغلب تلك الشريحة من الشباب (وهم صغار نسبياً بالعمر)، مبيناً أنه من المهم أن يتسم الشخص بخصائص وسمات رائد الأعمال وأن لا ينتظر الفرصة الاستثمارية لاصطيادها «صائد الفرص»، بل يجب صناعتها من لا شيء ومن ثم تطويرها والإقدام عليها وتنفيذها والتفرغ لها والكفاح من أجل إنجاحها لتكون «صانع الفرص». وحدّد المحاضر عشر سمات يجب أن يتحلى بها رائد الأعمال ليصبح من الناجحين والمتميزين هي: قائد، مبادر، مبدع، مخطط، مخاطر، حاسم، متفرغ، واثق من نفسك، واع لقيمة الوقت ومثابر، مبيناً كذلك أن هناك عشرة عناصر رئيسة وراء معظم التجارب الناجحة في ريادة الأعمال هي: التخطيط السليم، التعلم والتدريب، الطموح، المثابرة، التفرغ، الالتزام، المبادرة، المسؤولية، الابتكار، التقنيات الجديدة والتطبيقات الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك من التقنيات الحديثة الرائدة. وقدّم الدكتور شلبي بعض النصائح لتوليد أفكار متميزة منها: تحويل هوايتك المفضلة لمشروع، اختلف عن الآخرين أفضل من تقليدهم، ابحث عن الأسواق الناشئة لأن بعض الأسواق الكبيرة تكون متشبعة بالصناعات والمنتجات، استغل الموارد الطبيعية الموجودة في بيئتك المحلية بدل من بيعها كمواد خام وكذلك اكتشف صناعات تولد وأخرى تموت وابتعد عن الصناعات التي تموت وتفشل واتجه للصناعات الرائدة الأكثر نجاحًا، بالإضافة إلى فكرة العمل من المنزل بل وادارة مشاريعك الخاصة من هناك. وفي ختام الورشة تم طرح عدد من المداخلات والأسئلة من المشاركين على المحاضر ثم جرى تكريمه بدرع من قبل الغرفة.