تصوَّر العالم كما لو كان مصنعًا واحدًا هائلًا.. الآن تخيّل أن المصنع يقوم بتشغيل ما هو أقل من ثلاثة أرباع كامل طاقته، واسأل نفسك عما إذا كان ذلك يدل على خلفية اقتصادية في حاجة إلى ارتفاع أسعار الفائدة - وسواء كنت تريد أن تكون مشتريًا أو بائعًا للأسهم. الأسواق المالية العالمية تمرّ بمرحلة انهيار وتقلبات عنيفة.. فقدت أسواق الأسهم في العالم أكثر من 13% من قيمتها منذ بداية يونيو، حيث محت بذلك ما يقرب من 10 تريليونات دولار من الرسملة السوقية للشركات في جميع أنحاء العالم.. لكن التدهور في الاقتصاد الحقيقي هو الذي ينبغي أن يقيّد أيدي الاحتياطي الفيدرالي ويمنعه من تنفيذ تهديده بدفع تكاليف الاقتراض (أي رفع أسعار الفائدة) خلال الاجتماع المقرر هذا الشهر. واحد من أكثر المقاييس الأساسية للاقتصاد العالمي هو كمية الصلب الذي يقوم (أو لا يقوم) العالم بإنتاجه.. على هذا الأساس، نحن نتجه الآن إلى المتاعب.. تراجع الإنتاج بنسبة 3.8% الشهر الماضي مقارنة مع نفس الشهر من العام السابق، مواصلًا بذلك انخفاضًا بنسبة 2.4% في يونيو الماضي وتراجعًا بنسبة 2.1% في مايو. ما هو أكثر إثارة للقلق حتى من ذلك ما تشير إليه رابطة الصلب العالمية على أنه «نسبة الاستفادة من القدرة الإنتاجية».. يشير هذا المؤشر إلى أن شركات إنتاج الصلب تقوم بتشغيل ما هو أكثر قليلًا من 68% من القوة الكاملة. بالنسبة للذين يتساءلون ماذا سيحدث بعد ذلك في أسواق الأسهم، فإن هذه الأرقام لإنتاج الصلب مخيفة حقًا.. في السنوات الخمس من مايو 2009 حتى مايو 2014، كان الارتباط بين قيم سوق الأسهم العالمية ومؤشر رابطة الصلب العالمية 0.7 (حيث القيمة 1 تعني رقمَين يتحركان جنبًا إلى جنب بالتوازي، وقيمة الصفر تعني أنه ليس هناك أي علاقة ببعضهما البعض).. عندما بدأ إنتاج الصلب يتعثر بعد أن بلغ ذروته في عام 2014، قفزت الأسهم - وظلت تقفز إلى أن توقفت. قبل فترة ليست ببعيدة، تصوّر المتداولون والمستثمرون أن فرص رفع سعر الفائدة كانت أفضل من 50%، استنادًا إلى المكان الذي كانوا يقومون فيه بتسعير المشتقات في السوق الآجلة.. واليوم، انخفضت هذه الفرص إلى 28%. هناك خطر من أن صُنّاع السياسة يريدون رفع أسعار الفائدة بغض النظر عمّا هي توقعات التضخم، وحُجتهم في ذلك أن كونها قريبة جدًا من الصفر لفترة طويلة يجعلها غير مريحة. دعونا نأمل بأن هزيمة السوق الحالية، فضلًا عن الخلفية الاقتصادية المتعثرة، تعتبر كافية لأن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي على فترة انتظار تكون أطول قليلًا من الشهر الحالي.