قال تلفزيون النظام السوري: إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب العشرات في انفجار سيارة ملغومة بمدينة اللاذقية، الأربعاء، في هجوم نادر على المدينة الساحلية معقل بشار الأسد. وذكر التلفزيون أن الانفجار وقع في ميدان رئيسي بالمدينة. وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وسائل الإعلام الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي سيارات محترقة في منطقة تناثر فيها أيضا حطام عشرات السيارات التي دمرت بفعل قوة الانفجار. وشوهد عمال الإنقاذ ومدنيون يعملون على إخماد النيران. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي قالت وسائل إعلام رسمية، إنه عمل نفذه "إرهابيون" وهو الوصف الذي تطلقه على مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالأسد. بدوره، أشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إلى أن "انفجار سيارة مفخخة أمر نادر في المدينة التي تستهدف عادة بالصواريخ". ووصف الانفجار بأنه "الأضخم في المدينة منذ بداية النزاع السوري"، وقد وقع في شمال شرق المدينة. وأكد عبد الرحمن وقوع سبعة قتلى مشيراً إلى أن "خمسة جرحى في حالة خطرة". وأوضح، "من النادر استهداف المدينة بسيارة مفخخة والتي عادة ما تستهدف بالصواريخ". ولم تشهد مدينة اللاذقية إلى حد بعيد أعمال عنف منذ بدء الصراع لكن محافظة اللاذقية التي يوجد فيها أكبر ميناء سوري، وتمثل معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، تمثل ساحة قتال رئيسية في الصراع. ويسيطر مقاتلون معارضون لنظام الأسد من بينهم مقاتلو جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا، على قرى كثيرة في الأراضي الحدودية إلى الشمال من المدينة الساحلية المطلة على البحر المتوسط، فيما يسيطر العلويون على مناطق أخرى. قتلى حزب الله وفي ريف دمشق، أفادت مصادر إعلامية في لبنان أمس، أن ثلاثة مسلحين من حزب الله اللبناني، قتلوا بالساعات الماضية، خلال اشتباكات مع مقاتلي المعارضة السورية المسلحة، في مدينة الزبداني. ويرتفع بذلك العدد الإجمالي لقتلى الحزب اللبناني منذ انطلاق معركة الزبداني، مطلع يوليو إلى 85 مسلحا، إضافة إلى عشرات الجرحى. من جهتها، قالت وسائل إعلام تابعة لحزب الله: إن مدينة الزبداني تشهد حاليا معارك على عدة محاور بين الحزب وجيش النظام السوري من جهة، ومقاتلي المعارضة في سوريا من جهة أخرى. وقال اتحاد تنسيقات الثورة السورية: إن مروحيات النظام ألقت 14 برميلا متفجرا على الزبداني. وتمكن حزب الله اللبناني، وقوات النظام، وجيش التحرير الفلسطيني، وقوات الدفاع الوطني، من التقدم مجدداً في الزبداني، عقب اشتباكات عنيفة مع فصائل المعارضة ومسلحين محليين من المدينة، بحيث بات حزب الله وقوات النظام يسيطران على مساحة 70 – 75% من مساحة الزبداني، التي يحاول الأخير السيطرة عليها بسبب موقعها الاستراتيجي وقربها من الحدود السورية-اللبنانية، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان. ميدانياً أيضاً، ذكرت وكالة مسار برس أن طيران النظام قصف مدينة عربين في ريف دمشق، مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، كما استهدفت غارات أخرى بالطيران مدينة تفتناز ومحيط بلدة الصواغية بريف إدلب. وقال وكالة "سوريا مباشر": إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على بلدتي طفس وجلين في ريف درعا، بينما أسفر قصف الطيران الحربي لمنطقة جبل سمعان في ريف حلب، عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين. تحت التعذيب على الصعيد الإنساني، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان وفاة ما لا يقل عن 80 شخصا في سوريا تحت التعذيب خلال شهر أغسطس الماضي، مشيرة إلى أن 74 شخصا من الذين تم توثيقهم قُتلوا على يد قوات الأسد والمليشيات الموالية لها. وأشارت الشبكة في تقرير صدر عنها، الأربعاء، إلى أن محافظة درعا سجلت الإحصائية الأعلى من عدد ضحايا التعذيب، حيث بلغ عددهم 24 شخصا، في حين وصل عدد ضحايا التعذيب في حماة إلى 19 شخصا، و9 في ريف دمشق، و8 في حمص ومثلها في دير الزور، بالإضافة إلى 5 آخرين في دمشق، و3 في الرقة، و2 في اللاذقية، وواحد في كل من حلب وإدلب. وبحسب تقرير الشبكة، فإن من بين الذين قضوا تحت التعذيب 3 طلاب جامعيين واثنين من الكوادر الطبية، بالإضافة إلى محامي وطفل ورجل مسن. ولفتت الشبكة السورية إلى أن نظام الأسد لا يعترف بعمليات الاعتقال، بل يتهم بها "المجموعات الإرهابية"، كما أنه لا يعترف بحالات الموت تحت التعذيب، منوهة إلى أن قوات الأسد في كثير من الأحيان لا تقوم بتسليم جثث من قضوا تحت التعذيب إلى الأهالي. بدوره، قال فضل عبد الغني رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان: إنه: "لابد من تطبيق مبدأ مسؤولية الحماية بعد فشل الدولة في حماية الشعب، وفشل الجهود الدبلوماسية والسلمية كافة حتى اللحظة، وما زالت جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ترتكب يوميا في سوريا، وبشكل رئيسي من قبل أجهزة الدولة نفسها". وأوضح تقرير الشبكة أن سقوط هذا الكم الهائل من الضحايا بسبب التعذيب شهريا، يدل على نحو قاطع أنها سياسة ممنهجة لقوات الأسد، وقد مورست ضمن نطاق واسع، مبينا أن حالات التعذيب تشكل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.