أرى ان التسجيل في قيد الناخبين جزء من المسؤولية الاجتماعية المنوطة بالفرد، وأن الامتناع عن المشاركة في القيد الانتخابي ومن ثم المشاركة في الانتخابات البلدية، هو امتناع عن المشاركة في مسئولية اجتماعية تهمنا جميعا، اننا كمسلمين كان المتوقع أن نشارك في الشأن العام اكثر من غيرنا، لأن ديننا يحثنا على ذلك، ويعدنا الخالق بالثواب الجزيل لكل خطوة او حركة باتجاه خدمة الآخرين (إماطة الاذى عن الطريق صدقة)، الا أن الملاحظ أن مشاركة الغربيين في الخدمة الاجتماعية اكثر منا بكثير، والجمعيات التطوعية لديهم أكثر مما لدينا. مع احترامي لمن يمتنع عن المشاركة في الانتخابات البلدية، الا أنني اعتقد أن موقف الغالبية العظمى من الممتنعين، هو جزء من موقفهم تجاه المشاركات الاجتماعية الأخرى، ولا علاقة لهذا الامتناع بالصلاحيات او انجازات المجلس، حيث أنهم لا يعلمون عن صلاحيات المجلس ولا انجازاته الا الشيء القليل جدا، وما يمنعهم هو نفس السبب الذي نراه عند حصول انتخابات لجمعية خيرية، حيث بالكاد تجد العدد الكافي لمجلس الادارة، واذا بحثت عن أعضاء للجان العاملة التطوعية فانك لن تجد، والحال نفسه يرتبط بالاندية الرياضية التي يعزف الكثيرون عن المشاركة في مجالس ادارتها وكذلك في اللجان العاملة، حيث تئن الاندية من قلة العاملين. الا ان الموقف يختلف عندما يكون هناك متنافسون، فنعلم ما حدث في احد أندية المنطقة الشرقية، عندما عقدت الجمعية العمومية قبل سنوات، كان اعضاء الجمعية العمومية بالعشرات لان المرشح واحد، وفي هذا العام، عندما اصبح هناك مرشحان اثنان، وقام كل طرف بحملته الانتخابية، أصبح الاعضاء بالآلاف، لم يقل احد لم تنجز الادارة شيئا، لذا لن نشارك، بل العكس كون الادارة لم تنجز شيئا حسب رؤية البعض، عندها تقاطر الآلاف للانضمام للجمعية العمومية، من اجل تغيير الموجود وانجاز شيء، هذا هو المنطق الذي يجب ان يسود، اذا لم يعمل الاعضاء الحاليون شيئا في اي مجلس، فلنعمل على اختيار البديل، والحل ليس الابتعاد. أيها الاعزاء، ان التهافت الذي حصل في الدورة الاولى للمجالس البلدية، مرده في اغلبه الى طبيعة بشرية في المبادرة بقوة نحو الامر الجديد، اضافة الى الزخم الاعلامي الذي صاحب تلك الانتخابات، وفي الدورة الثانية، حسب التعبير (راحت السكرة وجاءت الفكرة) عاد الناس الى طبيعتهم في عدم الاكتراث بالشأن العام، وان الزيادة او النقصان في التفاعل كان سببه تواجد شخصيات جاذبة، او الى حملة انتخابية قوية في هذه المدينة او تلك، واضرب مثلا على الانتخابات الماضية، حيث تضاعف عدد المصوتين في مدينة عن مدينة أخرى بثلاث مرات والسبب فقط لوجود مرشحين بارزين في المدينة الثانية، وقاما بحملة انتخابية، ولم يكن هناك مرشح في الاولى، فمشاركة الناس في العملية الانتخابية، مرهونة بارتفاع حسهم تجاه المسئولية الاجتماعية، ويرفع من معدلها الاعلام وتواجد الحملات الانتخابية. الخلاصة: ان على المواطنين ان يساهموا في أعمال المجالس البلدية، كجزء من مشاركتهم الاجتماعية، من أجل اختيار افضل الموجودين للقيام بهذا الدور الخدمي، فبادر بالتسجيل فانك لن تخسر شيئا، ولكنك قد تخسر أشياء كثيرة من عدم التسجيل.