نظم المقهى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء مساء الاربعاء الماضي أمسية ثقافية بعنوان (أدباء في الظل - عبدالله المزروع نموذجاً) قدمها مدير الشئون الثقافية بمكتبة الملك فهد الوطنية محمد بن عبدالرزاق القشعمي، فيما أدارها الدكتور سعد بن عبدالرحمن الناجم وذلك بقاعة عبدالرحمن الحمد بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء. تطرق القشعمي في محاضرته إلى نشأة المزروع في الاحساء وعمله بالهند لدى التاجر النجدي عبدالله الفوزان وكيف أتقن اللغة الاردية ثم عودته إلى البلد واستيطانه في مكةالمكرمة عام 1344ه، وبحكم معرفته السابقة بآل سليمان بالهند فقد عمل مع رجال الدولة فكلف باستقبال الوفود القادمة من خارج المملكة وتنظيم شؤونهم والاشراف على سكنهم وإيصال طلباتهم إلى ذوي الاختصاص من رجال الدولة ثم انتقاله إلى مكتب المطبوعات في مكة التابع لوزارة الخارجية ثم نقل بأمر ملكي إلى إدارة أول مقر ضيافة انشئ في عهد الملك عبدالعزيز ولم يطل عهده به فانتقل للعمل في ديوان نائب الملك فكان ذا نشاط بارز في المشاركة في كثير من الأعمال العامة الاجتماعية والثقافية. وأبان المحاضر أن الأديب حمد الجاسر، قال في المزروع إنه وجد فيه جوانب مما تتصف به روحه من سلاسة ورقة وصفاء من التعقيد، وخال من مظاهر التكلف والتصنع، وهو رجل «طلعة» وخاصة فيما يتعلق بأحوال الثقافة الحديثة، قل أن يقرأ أو يسمع بخبر صدور كتاب أو نشر مقال ذي إثارة في صحيفة إلا وكان من أوائل من يقتني ذلك الكتاب أو يطلع على ذلك المقال ويشرك إخوانه في اطلاعهم على ذلك، وما وفد أديب أو شاعر أو صحفي أو سياسي معروف إلا ورأيت المزروع ملتفا بذلك الوافد، وهو ذو اتصال بالوجهاء والأعيان ومختلف الطبقات. هذا وأكد الباحث والأديب القشعمي، أنه وثق سيرة وحياة 35 أديبا سعوديا في الظل، قدموا الكثير للأدب والتاريخ، ولم تخلد ذكراهم، ولم يحظوا بالاهتمام الكبير كونهم نماذج لرواد وقامات أدبية كبيرة، وهو بصدد الكتابة عن أسماء أخرى، موضحاً أن من بينهم ناقدا كبيرا، وهو من أوائل النقاد في السعودية، وقد عمل مأمور مقصف في مدرسة ابتدائية، في إشارة منه إلى تهميش أسماء كبيرة داخل مجتمعهم، والذي كان يفترض الاحتفاء بهم وتقديمهم كأسماء بارزة في المجتمع.