أصبح السير في الشوارع في ظل الانانية والرعونة التي تلتبس بعض سائقي المركبات امرا صعبا، ويكتنفه الكثير من المخاطر على مستخدمي الطريق، حتى لكأنك في معركة قتالية يتسابق فيها قائدو المركبات في الاستحواذ على دور البطولة في استعراض عضلات عجلات سياراتهم!!! تتعجب فعلا حين ترى سائق المركبة كأنه يعيش في جزر الواق واق بمفرده!! فلا اهتمام ولا حرص على تفعيل الانظمة حين يستخدم الطريق وكأنه ليس هناك قوانين مرورية يتبعها مخالفات مرورية يتبعها اهدار مالي وصحي ونفسي لقائد المركبة ومن يشاركه الطريق، ويكون ضحية لرعونة سائق ما!! ويتعدى بضررها الى الممول المادي لهؤلاء اذا كانو من فئة صغار السن وما اكثرهم (حيث يبلغ تعداد صغار السن الشباب من الجنسين حوالي 60٪ من اجمالي عدد السكان في السعودية بحسب نتائج التعداد السكاني)، فيتضرر حينها رب الاسرة حين تختل ميزانيته المعتمدة (بسبب فواتير المخالفات المتكررة) ونحن نعيش في ظل ازمات مادية للعديد من المصارف لاحتياجات اعتيادية يومية وسنوية. متى تتحرك في نفوسنا المشاعر الايجابية ونتمثل (حب لأخيك ما تحب لنفسك) تمثيلا ايجابيا وواقعاً ملموساً؟؟!! نحن بحاجة لتتكاتف الجهود الحكومية (مرورية وتعليمية وصحية) مع جهود التربية الاسرية في تفعيل الوعي المروري، ورفع سقف المبادرة الايجابية لدى افراد المجتمع. وصدقوني متى كان سقف الوعي والثقافة مرتفعاً لدى افراد المجتمع، كان الامان والاطمئنان مظلتنا - بمشيئة الله-. نعاني كثيراً من ضرر التقليل من شأن الامتثال للانظمة المرورية، وينتشر بين الشباب (ارتباط الرجولة والشجاعة بمخالفة الانظمة المرورية والتقليل من اهميتها وعلى رأسها ربط حزام الامان)، وهنا مكمن الخطر، حين نتعامى عن مثل تلك الممارسات الخاطئة بين الشباب حتى بين الاناث!!!. يجب ان تُطرح مثل هذه الامور الخطيرة على طاولة المناقشة والبحث والمعالجة من قِبل من يحمل الهمّ المجتمعي ويملك حسّ المبادرة الايجابية، ويمتلك علماً اكاديمياً يؤهله لتغيير قناعات الناس المغلوطة لتدارك ما يمكن تداركه من ضعف يعتري اساسيات المجتمع التي يمثلها الشباب المليء بالطاقة والحيوية، ولا يملك حسّ المسئولية للحفاظ على هذه النعمة التي لا يحس بها الا حين يفقدها!!.