توقّع تقرير أعدته شركة أدوبي بالتعاون مع شركة «PageFair» الإيرلندية أن تكلّف برامج «حجب الإعلانات» المعروفة باسم «Ad Blocking» الشركات والمواقع على الإنترنت ما يقارب 22 مليار دولار أميركي في جميع أنحاء العالم خلال العام القادم. وأشار التقرير إلى أن مستخدمي برامج حجب الإعلانات في الولاياتالمتحدة وحدها سيتسببون في خسارة الشركات 20.3 مليار دولار بحلول العام القادم، وأن الأمر سيزداد سوءا خلال السنوات القادمة، حيث إن الاستخدام الحالي لبرامج حجب الإعلانات التي ترى فيها مواقع الإنترنت خاصة التي تعتمد كليا في تمويلها على الإعلانات كارثة تهدد مستقبلها، وذلك لأن الولاياتالمتحدة تعد واحدة من أهم الأسواق بالنسبة للمعلنين. وأكد التقرير أن استخدام برامج حجب الإعلانات ارتفع بنسبة 48% عن العام الماضي، ليبلغ بالمتوسط 45 مليون مستخدم ينشط شهريا بين شهري إبريل ويونيو، أي أن 16% من مستخدمي الإنترنت في الولاياتالمتحدة قاموا بحجب الإعلانات خلال ربيع ومطلع صيف العام الحالي. وأوضح التقرير أن المواقع التي تجذب الشباب وجمهور محبي التقنية والتي يغلب على زوارها الطابع الذكوري هي الأكثر تضررا من برامج حجب الإعلانات، خاصة مواقع ألعاب الفيديو، في حين يقل احتمال حجب الإعلانات بالنسبة للزوار المنتظمين لمواقع الصحة، والصدقة، والمواقع الحكومية، ويعود السبب في ذلك إلى أن زوار المواقع يلجؤون إلى برامج حجب الإعلانات للتعامل مع الزيادة الكبيرة في الإعلانات ولمنع شبكات الإعلان من تتبعهم عبر الشبكة العنكبوتية. ولم تتأثر المواقع والشركات من زوارها عبر أجهزة الكمبيوتر فحسب، بل تجاوز الأمر ذلك وصولا لمتصفحات الإنترنت في الأجهزة الذكية الأخرى، حيث انتقلت النزعة لحجب الإعلانات إلى منصات الأجهزة الذكية، ولكن إلى الآن لا يُعد الأمر خطيرا على الشركات، وذلك لقلة التطبيقات الخاصة بحجب الإعلانات على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، فهي لم تتوفر حتى الآن إلا على الأجهزة الذكية العاملة بنظام التشغيل أندرويد، عبر استخدام تطبيق «AdBlock Plus» وإضافة متصفح فايرفوكس «AdBlock». أما على نظام «iOS» المخصص لأجهزة شركة آبل الذكية، فمسألة حجب الإعلانات قد تصبح مشكلة حقيقة عند إطلاق الإصدار التاسع من النظام الذي سيأتي مع دعم حجب الإعلانات في متصفح سفاري التابع للشركة، بعد أن أتاحت آبل للمطورين تطوير تطبيقاتها مع خاصية حجب الإعلانات، حيث إنه لو اتجه مستخدمو نظام «iOS» إلى حجب الإعلانات عبر تطبيق سفاري أو المتصفحات الأخرى فإن ضرر ذلك سيكون كبيرا، خاصة في الولاياتالمتحدة التي يشكل مستخدمو هذا النظام %44 من سوق الهواتف الذكية. وفي سياق متصل أظهر تقرير شركة «ZenithOptimedia» أن مواقع الإنترنت أضحت الوسيلة الأفضل للإعلانات متجاوزة التليفزيون والإعلانات المطبوعة، حيث يتوقع أن تزيد أيضا بحلول عام 2020، وذلك بعد سنوات من هيمنة التليفزيون على سوق الإعلانات، قبل أن يدرك المعلنون قوة وفائدة الإعلانات على الإنترنت. ومع تزايد الوقت الذي يقضيه المستخدمون هذه الأيام على الحواسيب المحمولة، والحواسيب اللوحية، وعلى الهواتف الذكية، فقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على إعلانات الإنترنت وجعل المعلنين يحولون ميزانياتهم من التليفزيون إلى الإعلانات عبر الإنترنت. وأشار التقرير إلى أن وسائل الإعلام عبر الإنترنت حازت العام الماضي على المرتبة الأولى، فيما يتعلق بالإنفاق على الإعلانات، في دول مثل أستراليا، وكندا، والمملكة المتحدة، والدنمارك، والنرويج والسويد. ومن المتوقع أيضا أن تصل إلى أعلى مستوى لها في خمس دول أخرى، هي الصين، وفنلندا، وألمانيا، وأيرلندا، ونيوزيلندا خلال العامين القادمين أي بحلول عام 2017. وأكد التقرير استحواذ الأجهزة المحمولة على الحصة الكبرى من الإنفاق على الإعلانات في سوق الإنترنت، بلغت 48.2 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في السنوات القادمة، ثم جاء التليفزيون بالمرتبة الثانية مع إنفاق 13.917 مليار دولار، ثم إعلانات الإنترنت على الحواسب المكتبية ب 13.639 مليار دولار، الأمر الذي يبين أن الإعلانات على الأجهزة المحملة مربحة وأن الفيديو عبر الإنترنت هو أسرع فئة رقمية نموا بالمقارنة مع غيرها من الفئات، وذلك بزيادة قدرها %33 في العام الماضي. وتوقع التقرير أن يرتفع الإعلان عبر مواقع الفيديو بنسبة %4.0 خلال العامين القادمين، جنبا إلى جنب مع وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة نمو سنوية قدرها %25، والبحث المدفوع بنسبة %12 بحلول 2017، وأن نسبة الارتفاع في الإعلانات الإلكترونية ستدفع أصحاب مواقع الإنترنت إلى اغتنام الفرصة لرفع أداء مواقعهم إلى أقصى حد، من خلال تقديم تصميم ومحتوى يتناسبان، إلى جانب الحواسب المكتبية، مع الحواسب اللوحية، والهواتف الذكية.