كل الإنجازات العلمية والاختراعات والابتكارات كان ملهمها الخيال.. الخيال هو من أساسيات التخطيط للمستقبل إن لم يكن هو المستقبل بذاته.. ولكن.. تبقى حكايتنا مع الخيال هي تلك الحكاية التي لم تبدأ لأننا لم نحاول بعد أن نتخيلها!!. وليس ذلك الا نتيجة لعدم ايماننا بأن الخيال هو المقياس الذي صنف سكان الأرض ليكون منهم (عوالم) ويكون قدرنا الذي رضيناه لأنفسنا هو العالم الثالث الذي لا رابع بعده. الخيال الذي أعنيه هنا هو ذلك الخيال الواسع الذي من خلاله نحرك الفكر لنتفكر.. ليكون هو الملهم لنا ونتجاوز به كل ما نعتقده من عقبات.. الخيال الذي به نتغلب على انفسنا ونتجاوز معه كل افكارنا المحدودة التي تجعلنا نبقى منبهرين من كل هذه الإنجازات والاختراعات العلمية التي يعمل لها الغير ونحن فقط نستهلكها وكأنها لم تبدأ بخيال.. نحتاج إلى ذلك الخيال ليكون هو ما يحفزنا لنعيش هذه الحياة بكل معانيها السامية.. ويكون العطاء للبشرية والإنجاز للوطن هو ما يشغلنا لنهتم به في سبيل مصلحة الخلق ورضاء الخالق.. ولا يكون ذلك التخيل المستهلك الذي تعودناه في واقعنا القاصر على الروايات التي تملأ مكتباتنا والدواوين الشعرية التي يحدها خيال أبطالها على تخيل أنفسهم بشخوص وهمية ليأتي كل ما فيها ليس إلا عاطفة تتضخم حتى تخدرنا وتحرك مشاعرنا ونتفاعل بها من أجل أن نتألم لنتباكى على حاضرنا ونتوجد على ماضينا.. ليس ذلك الخيال الذي تعلمناه في طفولتنا واختزلناه بتلك القصص المخيفة التى تنفر وجعلتنا نحجم على ان نفكر حتى بأن لا نفكر أن نتخيل.. لنبقى نتخيل في الظلام وكأننا نحاول ان لا نرى الا الظلام.. سئمنا من أن نستمر في ان نتعايش مع خيال الوهم الذي به نهاب ان نتخيل المستقبل.. فنخاف أن نتخيل كيف نبادر الى التغيير.. لا نريد أن نتخيل الأعداء لنبقى خائفين.. ولكن نطمح في ان نكون الأقوياء ليتخيلنا كل من في قلبه عداء.. كيف لنا أن نتعلم أن نستبق الأحداث ونتخيل مشاكلنا قبل أن تبدأ?! دعونا نحلم بأن السعادة ليست هي ما نعيشه ولكنها قد تكون كل ما يمكن أن نتصوره في خيالنا بأنه سيأتي. تخيلوا ما هو كائن وما سيكون وما قد يكون وما يفترض أن يكون. تخيلوا ما نحتاج اليه وما يجب أن نكون عليه. تخيلوا الواقع والمستقبل.. تخيلوا أي شيء وكل شيء.. إلا أن تتخيلوا انكم لا تتخيلون!!!