قد تتلاعب الأخبار في تصرفاتنا وتجعلنا نميل إلى تغيير خططنا أو استحداث أُخرى وتتحكم في مشاعرنا وانفعالاتنا وتقود قراراتنا.. فميل البعض الى التحقق والاعتماد على نفسه في البحث عن كل شيء من معلومات وأخبار قد يجعله عُرضة للتضليل سواء بشكل مقصود أم غير مقصود. المهم أن الفتوى يجب ان تُعطى لأصحابها بمعنى أن لا نعتمد على تصديق كل ما ينقل أو يُشاع على جميع الأصعدة وخصوصا في ما يتعلق بالنشاط العقاري وهو ما يهمنا هنا.. إن تقديم الخدمات التثقيفية والتوعوية هي جزء أساسي من عمل أي جهة تُقدم خدماتها للمواطنين. فالحملات والبرامج التوعوية هي «القبس» الذي يُضيء الطريق للناس وهو المساعد في اختصار الوقت والجهد. -أخيرا- قدمت الغرفة التجارية والصناعية في الرياض- ممثلة في لجانها العقارية- خدمات توعوية متمثلة بسلسلة برامج مصورة بسيطة ومنظمة تخدم المواطنين في مجال العقار، وأعتقد أنها إحدى أجمل الخطوات التوعوية المقدمة لسهولتها وبساطتها وملاءمة لغتها للجميع. كما كان للجنة العقارية في غرفة الرياض تجربة هي الأولى تمثلت بتكليف أحد أعضائها لتقديم ساعة استشارات عقارية لراغبي الشراء، البيع، الاستثمار والمهتمين في السوق العقاري بمعرض الرياض للعقار والاسكان (ريستاتكس 18) وقد حظيت التجربة بإقبال واهتمام من زوار جناح غرفة الرياض في المعرض. فتفعيل مثل هذه الأنشطة التوعوية وتوسيع قنوات النشر لتصل لأكبر شريحة من الناس سيساهم في خلق وعي وثقة لدى الأفراد تُسّهِل لهم اتخاذ القرارات المناسبة لاحتياجاتهم، وستُجيب على معظم التساؤلات التي قد تتبادر لأذهانهم بطريقة مهنية متخصصة ذات مرجعية موثوقة، وستحُد من الأفكار السلبية التي يتم تداولها والتي تُسهم في تأجيج مشاعر الإحباط والغضب لدى فئة كبيرة من المجتمع. وتُلقي بظِلالها سلبا على أداء المؤسسات؛ كما أن إعطاء الوقت الكافي للمسؤولين وانتظار نتائج عملهم قبل إصدار الأحكام أو اتباع الأسلوب الهجومي تجاه الآخرين يدل على وعي كاف يسهم في الوصول الى نتائج واضحة وغير مغلوطة تتحكم بها الشائعات. وبالرغم من المجهودات المبذولة في هذه البرامج إلا أنها ما زالت بحاجة إلى المزيد من العمل الإعلامي من قِبَل الجهات المسؤولة سواء اللجان العقارية في الغرف التجارية أو وزارة الإسكان كجهة اختصاص بتكليف متحدث رسمي لتأكيد أو نفي أو توضيح الأخبار العقارية المتداولة يوميا في وسائل الإعلام لدحض الإشاعات المغرضة والمعلومات الخاطئة وكل ما من شأنه تعطيل عجلة التنمية وتحقيق الأهداف المرجوة. البعد عن الشائعات أو تداولها يدل على وعي الفرد فالاعتماد في تلقي المعلومات من جهة متخصصة هو المتوقع من المجتمع الواعي. تعاونوا، تفاءلوا.. وما خاب من استشار.