الشعر موروث جدير بالاحتفاء والاهتمام من الجهات المختصة بالموروث ومن الشاعر ذاته والشاعرة. كثير من الشعراء بسبب إهمالهم هذه الموهبة أو بسبب جهلهم نزلوا بالشعر إلى ما لا يستحقه من الابتذال والركاكة، فالثقافة والاطلاع والقراءات المكثفة لكل شاعر ترفع من حصيلته الثقافية ومن مخزونه اللغوي وتجعله في المقدمة دائما أما الركود في نفس المكان وعدم تطوير الذات فأمر يحط من مكانة الشاعر ومن جودة شعره. والشعراء هنا على طرفي نقيض إلا من رحم ربي، فإما أن يتجه للحداثة والتغريب الممقوت وإما أن يغرق في النهج القديم وغريب الألفاظ حتى يجعل بينه وبين المتلقي هوة يصعب ردمها فيصبح كأنه من كوكب آخر خاصة للجيل الجديد الذي اصبحت له لغة بيضاء خاصة به. والجميل أن الجيل الجديد قد عرف مسلكه بنفسه وجعل اللغة البيضاء المفهومة للجميع لغته الخاصة التي يكسب بها قلوب محبي ومتابعي الشعر في أنحاء العالم العربي فجعل شعره سفيره لكل تلك القلوب وهذا النجاح الحقيقي للشاعر والشاعرة على حد سواء. وأما ما يخص المرأة وشاعريتها وحظها في الظهور الموجه والذي يليق بها كامراة مسلمة محتشمة وما تستحقه من دعم مادي ومعنوي فإنها في كثير من الدول في ذيل القائمة من الاهتمام والعناية وهذا ظلم لها ولموهبتها ولما ميزها الله تعالى وهناك تميز ضدها جدا حتى في العطاء المادي في الأمسيات هذا اذا تفضلوا عليها أصلا بمبلغ زهيد. والحقيقة أن العدل والمساواة في مثل هذه الأمور مطلوب أسوة بأخيها الشاعر الذي تمنحه قوته وسطوته أخذ حقه في أي منشط يحضر فيه بعكس المرأة التي يمنعها حياؤها وضعفها من المطالبة بحقها. واخيرا لا يزال الشعر بخير ما دام هناك رعاية له من كلتا الجهتين من الشاعر نفسه ومن المهتمين بالموروث والفيصل هنا الدعم اللامحدود لهذه الفئة في كل مناسبة فهم ألسنة القوم ولهم مكانتهم التي لا تجهل في كل مقام.