استقبل مدير عام صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، السيد سليمان جاسر الحربش، فخامة رئيس جمهورية النمسا الاتحادية، الدكتور هاينز فيشر، الذي أعرب في كلمته الموجهة لمستقبليه من موظفي أوفيد عن امتنانه بالعلاقات الوطيدة القائمة بين المؤسسة وبلده المضيف، النمسا وقد استهلت مراسم الاستقبال بتقديم عرض موسيقي غنائي لجوقة منشدي سوبرار من الأطفال، وتوجت الزيارة بتقديم عرض شامل عن أنشطة أوفيد على الصعيد الإنمائي، سلّم في أعقابها مدير عام أوفيد هدية رمزية لفخامة الرئيس. وأكَّد الدكتور فيشر خلال كلمته على اعتزاز وفخر بلده النمسا باستضافة أوفيد طوال ال36 عاماً الماضية، مشيداً بالتعاون المثمر بين الطرفين، قائلاً: منذ تأسيس أوفيد هنا عام 1976م نحن نتمتع بعلاقة وطيدة مثمرة، إننا ممتنون بشكل خاص لمساهمة أوفيد في تخفيف حدة الفقر في العالم النامي ودعمه لمختلف المشروعات الخيرية في النمسا. في كلمته الترحيبية بالدكتور فيشر عبَّر السيد الحربش نيابة عن أوفيد عن شكره لجمهورية النمسا شعباً وحكومة على كرم الضيافة على مدى سنوات عديدة، مثنياً على مدينة فيينا الخلاَّبة، قائلاً نحن نشعر بالفخر أننا نعيش ونعمل في هذه المدينة الرائعة التي هي بمثابة قاعدة مثالية لأنشطتنا الإنمائية الدولية. وتطرق السيد الحربش إلى أن أوفيد قد عبّر عن مدى تقديره للبلد المستضيف في وقت سابق من هذا العام من خلال نشر وعرض كتاب «قصر تيوفيل هانسن للأرشيدوق فيلهيلم» عن مبنى مقر أوفيد الرئيسي الذي يمثّل نصباً تذكارياً ومعلماً تاريخياً وطنياً في النمسا، منوّهاً إلى أن نصف عدد موظفي أوفيد البالغ 160 يحمل الجنسية النمساوية. وتابع السيد الحربش كلمته مشيداً بأواصر التعاون الخاصة بين أوفيد وجمهورية النمسا ودعمه للمبادرات الاجتماعية المحلية، مثل قرية أطفال إس أو إس وجوقة أطفال سويرار كما ألقى الضوء على دعم أوفيد للمنظمات غير الحكومية النمساوية، حيث قدَّم أوفيد منذ عام 2000 ما يزيد عن 4 ملايين دولار أمريكي لرعاية عمل المنظمات النمساوية، من بينها مؤسسة النمسا الخيرية، ومؤسسة النمسا للرعاية وأطباء للمعاقين. وأوضح السيد الحربش أن مثل هذه الأنشطة تتمم أعمال أوفيد الأساسية التي بلغت ما يقرب من 14 بليون دولار أمريكي كمساعدات إنمائية في 132 بلداً شريكاً في جميع أنحاء العالم وذلك منذ تأسيسه في عام 1976م. وأكد الحربش على أن نجاح مهمة أوفيد يعود للدعم المتواصل الذي يتلقاه من الدول الأعضاء ومن حكومة النمسا ومن زملائه العاملين الذين يؤمنون بنبل رسالة أوفيد ودورها في تخفيف حدة الفقر في كافة أنحاء العالم النامي. وتجدر الإشارة إلى أن أوفيد يتمتع بعلاقات طيّبة وطيدة مع الحكومة النمساوية تزايدت على مر السنين، بدءاً من الرئيس السابق رودولف كيرشليجير وتوماس كليستيل إلى عدد غفير من كبار السياسيين. واختتم السيد الحربش كلمته، مشيراً إلى أن التعاون مع السلطات النمساوية يساعدنا على تحديد المشروعات المناسبة في بلدنا المستضيف وكذلك المبادرات المشتركة مع المنظمات النمساوية التي تعود بالفائدة على المحتاجين في مناطق أخرى من العالم. كما أعرب الرئيس النمساوي هاينز فيشر عن تقديره الكبير للدور الذي يضطلع به صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد) في مساعدة الدول الفقيرة في تحقيق التنمية وتوفير الطاقة للفقراء. وأشار فيشر في حديث خص به وكالة الأنباء الكويتية (كونا) على هامش زيارته الأولى إلى مقر صندوق (أوفيد) وسط فيينا إلى الجهود التي بذلها المستشار النمساوي الراحل برونو كرايسكي والتي أسفرت عن استضافة مقر الصندوق. وأكد متانة الروابط التي ترسخت خلال السنوات ال36 الماضية بين الصندوق من جهة والحكومة والشعب النمساوي من جهة ثانية مشدداً على المكانة المرموقة التي يحظى بها الصندوق داخل النمسا وخارجها، وقال إنه استمع لشرح مفصل لعمل الصندوق طوال الفترة الماضية مبدياً إعجابه الكبير بحجم المساعدات التي قدمها الصندوق لدعم التنمية المستدامة في البلدات الفقيرة في شتى أنحاء العالم. وفيما يتعلق بمبادرة الصندوق الخاصة بالطاقة للفقراء أعرب فيشر عن إعجابه الكبير بهذه المبادرة التي باتت تتكامل مع أهداف المبادرة العالمية للأمم المتحدة حول الطاقة التي تشجعها وتدعمها الحكومة النمساوية. وأشار إلى استضافة فيينا عددا من المنظمات الدولية الفاعلة بينها منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة التنمية الصناعية (يونيد) إضافة إلى أوفيد ومكتب الاتصال الإقليمي لوكالة الأممالمتحدة للطاقة المتجددة الذي تأسس أخيراً. وأكد أن الصندوق يحظى بدعم معنوي من الحكومات النمساوية المتعاقبة وعلى جميع المستويات. وأشار الحربش إلى المساعدات التي قدمها الصندوق إلى العديد من المشاريع والمؤسسات ذات النفع العام في النمسا مثل قرية الأطفال والجمعيات التي تعمل على تطوير المجتمع. وفيما يتعلق بتوفير الطاقة للفقراء أكد الحربش أنه أبلغ الرئيس النمساوي بأن هذا الموضوع يحظى بالأولوية في عمل الصندوق حيث قدم لمحة عن هذه المبادرة التي انبثقت عن قمة أوبك الثالثة في عام 2007 وبمبادرة خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2008 حول (الطاقة للفقراء). وشرح للرئيس النسماوي مساهمة الصندوق في توفير الطاقة لملايين الأفراد الذين ما زالوا يعتمدون على الحطب وتتركز أهداف الصندوق على مساعدة الدول النامية والفقيرة عبر تقديم القروض الميسرة لمتابعة سعيها نحو التقدم الاجتماعي والاقتصادي.