كسائحين عرب فإن كل ما نعرفه عن سويسرا أنها تلك الدولة المحايدة والمنفتحة على العالم، بلد الحسابات السرية، والبحيرات الرائعة، والفوندو والجبن وسبائك الكاكاو وجنيهات الشيكولاتة الذهبية، وكذلك الساعات الفاخرة، لكن يبدو أن ما لا نعلمه كسيّاح محبين للحياة والطبيعة أنه بسبب القانون الذي يجيز عمليات القتل الرحيم، فإن سويسرا تحولت إلى قبلة العالم لما يسمى «سياحة الانتحار». حسب ما تقوله صحيفة «ميديكال إيثيكس» البريطانية، حيث قالت الدراسة التي نشرتها إنه خلال الفترة بين 2008 و2012، استقبلت سويسرا 611 سائحا من 31 دولة، وغالبيتهم من ألمانيا وبريطانيا، وذلك بغرض الانتحار. ويعتبر السبب الرئيسي في الاقبال على هذه السياحة في سويسرا تحديداً هو أنها تختلف عن سائر البلدان التي تسمح قوانينها بذلك، حيث يمكن أن يقوم به أي شخص ولا يشترط أن يقوم به الطبيب، ويشترط فقط الحصول على موافقة كتابية من الشخص بأنه يعاني من مرض عضال ولا يرجى شفاؤه، أو ليس لديه القدرة على احتماله. في الفيلم المثير للجدل «أنت لا تعرف جاك؟»، يتقمص الممثل العبقري آلباشينو شخصية الطبيب الأمريكي جاك كيفوركيان الملقب ب «ملاك الموت»، ويستعرض أحداث حياته الحقيقية والتي قادته في النهاية لان يسجن لثماني سنوات وذلك لاتهامه بمساعدة المرضى اليائسين على الانتحار والموت الرحيم، وكل ما كان يفعله كيفوركيان هو توصيل الأجهزة الطبية عبر آلة سماها «تاناترون» إلى داخل جسد المريض وإعطاؤه حرية الضغط على الجهاز مما يؤدي لاحقاً الى موته، ولهذا السبب لم تستطع السلطات أن تعتقله كونه يعطيهم هذا الخيار دون أن يقدم على ذلك بنفسه. أسئلة مصيرية يطرحها الانسان في كافة المجتمعات ومن كافة الملل والاديان والعقائد، ولا يجد لها اجابة شافية ومقنعة! لقد طرح هذا الفيلم هذه التساؤلات بشجاعة غير مسبوقة وبجرأة غير معهودة، وباسلوب أخاذ في هذا الشأن فقد ذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن أكثر من 800 ألف شخص ينتحرون سنويا حول العالم، وذلك بمعدل شخص كل 40 ثانية. وأضاف التقرير أن الانتحار كان «مشكلة كبيرة للصحة العامة» وظل لفترات طويلة من الموضوعات التي يحظر تناولها. وترغب منظمة الصحة العالمية في تقليل معدلات الانتحار بواقع 10 في المائة بحلول عام 2020، لكنها حذرت من أن 28 دولة فقط تطبق استراتيجية خاصة لمنع الانتحار. ماجستير تربية خاصة - مدرب معتمد