مددت مصر إعلان حالة الطوارئ في قسم من شمال سيناء المضطربة أمنيًا بما يشمل المنطقة الحدودية مع غزة لثلاثة أشهر إضافية بسبب «الظروف الأمنية الخطيرة» في المنطقة التي تشهد هجمات شبه يومية ضد قوات الأمن. وأصدر رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب قرار التمديد بتفويض من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حسبما نشر في الجريدة الرسمية في وقت متأخر من مساء السبت. وهذا التمديد هو الثالث لحالة الطوارئ منذ فرضها لأول مرة في اكتوبر الفائت في شمال سيناء معقل الجماعات الجهادية المسلحة التي تقاتل قوات الامن بشكل متواصل منذ الاطاحة بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013. وعلى الرغم من فرض حالة الطوارئ وحظر التجول استمرت الهجمات القاتلة للجماعات المتطرفة ضد الأمن في هذه المنطقة، بل وجرى استهداف مقرات الجيش والشرطة في قلب مدينة العريش نفسها. وصدر القرار الحكومي بتمديد حالة الطوارئ نظرًا «للظروف الأمنية الخطيرة التي تمر بها محافظة شمال سيناء»، وذلك «في المنطقة المحددة شرقًا من تل رفح مارًا بخط الحدود الدولية وحتى العوجة، وغربًا من غرب العريش حتى جبل الحلال وشمالًا من غرب العريش مارًا بساحل البحر وحتى خط الحدود الدولية في رفح لمدة ثلاثة أشهر». ويسري هذه القرار اعتبارًا من «الساعة الواحدة من صباح الاحد الموافق 26 يوليو 2015». ويشمل القرار «حظر التجول في المنطقة المحددة من الساعة السابعة مساء حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي». لكن حظر التجول سيكون مخففًا في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء ليسري من منتصف الليل «حتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي». وأعلنت مصر لأول مرة في 25 اكتوبر الفائت حالة الطوارئ وحظرًا للتجول مدته ثلاثة أشهر في شمال سيناء اثر هجوم دام قتل فيه ثلاثون جنديًا على الاقل. وقتل مئات من قوات الامن في هجمات المتشددين في سيناء. كما قتل في بعض الهجمات أيضًا شرطيون وجنود في القاهرة. ويتبنى معظم هذه الهجمات تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي اصبح يسمي نفسه «ولاية سيناء» بعد مبايعته تنظيم داعش في نوفمبر 2014. وبدأت مصر في إقامة منطقة عازلة بعمق كيلو متر على الحدود مع قطاع غزة في محاولة لمنع تهريب الاسلحة وتسلل المسلحين الاسلاميين المتطرفين التي تقول انهم يستخدمون الانفاق التي تربط قطاع غزة بشمال سيناء. وامس اصيب 18 مجندًا بالشرطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة كانت تقلهم بمدينة العريش. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبدالغفار: «لدينا 18 مصابًا بشظايا في أجزاء متفرقة من الجسم» مضيفًا إن أغلب الحالات تعاني من إصابات متوسطة. وقالت مصادر أمنية: إن المجندين كانوا في طريقهم لقضاء إجازات في مدنهم وقراهم بمناطق مختلفة من البلاد عندما انفجرت العبوة الناسفة في حافلة مدنية تقلهم في شارع البحر بحي الخلفاء في العريش. وقال شهود عيان: إن سيارات الإسعاف هرعت لموقع الانفجار فيما فرضت قوات الأمن طوقًا أمنيًا بالمنطقة. ونقل المصابون لمستشفى العريش لتلقي العلاج. وأضافت المصادر الأمنية إن قوات الأمن عثرت على عبوة ناسفة أخرى في موقع الانفجار ويعتقد أنها كانت تستهدف حافلة أخرى لكن خبراء المفرقعات أبطلوا مفعولها. وأعلنت جماعة ولاية سيناء المتشددة مسؤوليتها عن الهجوم في بيان نشر على تويتر، وكانت تعرف الجماعة وهي أخطر التنظيمات المتشددة في مصر في السابق باسم أنصار بيت المقدس.