حذر وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني والمبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون الأطراف الليبية المتنازعة من مواجهة عزلة دولية في حال رفضها لاتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في مدينة الصخيرات بالمغرب برعاية أممية. وجدد الجانبان الدعوة في مؤتمر صحافي بالعاصمة الإيطالية روما إلى جميع الأطراف الليبية للانضمام إلى مسار السلام وقبول الاتفاق والمشاركة في المفاوضات القادمة بشأن مرفقات تحديد ملامح الحكومة الوطنية الليبية المنتظرة. وقال ليون إن "المجتمع الدولي لديه الآن اتفاق يعد خطوة هامة لأول مرة، منذ عدة أشهر من العمل، ما يشجع الانطباع بأن هناك خارطة طريق لحل الأزمة الليبية" مشيرًا إلى ثلاثة عناصر مفصلية لتحقيق النجاح في الأسابيع المقبلة وهي الالتزام بحكومة الوحدة الوطنية والأمن والتوصل إلى صيغة نهائية للاتفاق بكل جوانبه. ودعا ليون إلى الإفراج فورًا عن الإيطاليين المختطفين في منطقة مليتة بمدينة زوارة الليبية. وأدان الليلة قبل الماضية اختطاف الموظفين الإيطاليين، واصفًا إياه بالعمل غير المقبول. وقال ليون: "إن فريق البعثة الأممية في ليبيا يبذل جهوده ويسعى لجمع المعلومات عن المختطفين لأجل تحريرهم". من جهته أكد وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أن نجاح الجهود الدبلوماسية لتحقيق الاستقرار في ليبيا وسيلة حاسمة؛ لتجنب تكرار حوادث الخطف والقتل مفيدًا أن بلاده لديها الثقة في جميع الأجهزة التي تبذل أقصى جهودها لتحديد هوية المسؤولين عن عملية الاختطاف وملابسات الحادث. ميدانيا قتل 40 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح في اشتباكات عنيفة يخوضها منذ اسبوع مسلحون من قبيلتي التبو والطوارق في جنوب شرق ليبيا، بحسب ما افاد الاربعاء مسؤول محلي وكالة فرانس برس. وقال المسؤول في مدينة سبها على بعد 750 كلم جنوبطرابلس "سقط 40 قتيلا على الاقل غالبيتهم العظمى من المسلحين واصيب العشرات بجروح في اشتباكات عنيفة بين التبو والطوارق". واضاف "تسببت المعارك التي اندلعت قبل اسبوع بنزوح مئات العائلات من الاحياء حيث تدور المعارك والتي يستخدم فيها الطرفان الاسلحة الخفيفة والمتوسطة". ودعت الحكومة المعترف بها دوليا في بيان الثلاثاء نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك قبيلتي التبو والطوارق الى وقف الاقتتال الناجم عن صراع مستمر على النفوذ في منطقة فزان وسط البلاد. وقالت الحكومة التي تعمل من شرق ليبيا في بيانها "نوجه نداءنا لابنائنا في مدينة سبها بالتوقف فورا عن القتال وتغليب صوت العقل والحوار على صوت البندقية". وتشهد ليبيا فوضى امنية عارمة نتيجة الصراع المستمر على السلطة منذ 2011 والذي ادى الى انقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، واحدة معترف بها دوليا في الشرق، واخرى تدير العاصمة بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا". ومنذ اسقاط نظام معمر القذافي، اصبحت فزان المنطقة الصحراوية في جنوب وسط ليبيا مفتوحة لكل انواع التهريب من المخدرات الى الاسلحة والمهاجرين، وكذلك للجماعات الاسلامية من مالي الى الجزائر مرورا بالنيجر وتونس. ومنطقة فزان مقسمة لاراض تسيطر عليها قبائل عدة وخصوصا من العرب والطوارق والتبو القبيلة التي تنتشر في تشاد والنيجر ايضا. وتنفجر في هذه المنطقة باستمرار نزاعات بين المجموعات العرقية والقبائل التي كانت تعارض النظام في الماضي وتسعى الى السيطرة على موارد النفط والمياه وخصوصا على طرق القوافل التجارية في الصحراء، وعلى راسها قبيلتا التبو والطوارق. وفي غياب سلطة الدولة، تسيطر هذه القبائل على الحدود الليبية (التبو في الجنوب الشرقي والطوارق في الجنوب الغربي) وتقيم علاقات غير واضحة مع الجماعات الاسلامية. ويخوض التبو والطوارق معارك على عدة جبهات في وسط وجنوب شرق ليبيا منذ اكثر من عام ونصف، قتل فيها العشرات، وتخللتها العديد من الهدن التي غالبا ما كان يتم التنصل بها بعد اشهر قليلة من توقيعها.