أتى عيد الفطر المبارك وبلادنا في عز وخير ورخاء بعد ان مَنَ الله عز وجل على المواطنين والمقيمين على أرض المملكة العربية السعودية الطاهرة بالصيام والقيام في أمن وطمأنينة وسلام واستقبلنا على أرض الحرمين الشريفين في شهر رمضان المبارك افواجاً من الزوار والمعتمرين وتجاوز من صلى في الحرم المكي الشريف في ليلة السابع والعشرين من رمضان مليوني مصل، وكانت إدارة هذه الحشود موفقة وناجحة بكل المقاييس فلقد تم تهيئة الأجواء المناسبة والمريحة لجميع المصلين والمعتمرين ولله الحمدُ والمنةُ أننا لم نسمع بحادث يكدر صفو او أمن الزوار او المعتمرين في هذه الأيام المباركة والشكر لله سبحانه وتعالى ثم لوزارة الداخلية بكل قطاعاتها. ان ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين بمشاركة فاعلة من مؤسسات وشركات القطاع الخاص في خدمة الزوار والمعتمرين لجهد عظيم يستحق الإشادة به والشكر عليه ولقد زاد من فرحتنا تفضُلُ خادم الحرمين الشريفين بافتتاح مشاريع توسعة الملك عبدالله «طيب الله ثراه» للحرم المكي الشريف وهي أكبر توسعة شهدها الحرم الشريف على مر العصور والأزمان. عملٌ دؤوب هنا وهناك واموالٌ تنفقُ بسخاء منقطع النظير وخطط تُوضع وتُنفذ لكي ينعم المواطن والمقيم والحاج والزائر والمعتمر بما يستحقه من خدمات متكاملة تجعل زيارته لأي مكان في أرجاء هذه البلاد زيارة سهلة ومريحة. لقد وضعت القيادة الحكيمة لهذا الوطن خدمة المواطن في أولى أولوياتها، فلقد عُقد في شهر رمضان المبارك الاجتماع السنوي الثاني والعشرين لأصحاب السمو أمراء مختلف مناطق المملكة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية– حفظه الله– حيث نقل لأصحاب السمو أمراء المناطق تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود– رعاه الله– مؤكداً سموه على التوجيهات الكريمة التي تقضي بتيسير وتسهيل جميع أمور المواطنين أينما كانوا في إمارات المناطق المختلفة، وتعزيز الأمن والتنمية الشاملة، وما يخدم مصلحة الوطن والمواطن. نعم هذا هو ديدن ولاة امور هذه البلاد المباركة تعزيز الأمن والتنمية الشاملة فسواعد تبني وعيونٌ تحرسُ هذه الإنجازات. ومما يزيد من فخرنا واعتزازنا هو ان رجال امننا هم أبناؤنا واخواننا وهم بكل فخر يحتسبون خدمتهم لوجه الله فتراهم يُضحون بأنفسهم في سبيل حفظ امن الوطن وخدمة المواطنين ويتضح هذا جلياً لمن أدى العمرة في رمضان ورأى الدور الذي يقوم به رجال امننا الأشاوس الذين يضعون مخافة الله امام أعينهم فتراهم اينما وجدتهم من أحرص الناس على أدائهم للصلوات وقراءة القرآن الكريم فلله الحمد والشكر على ذلك. يأتي علينا هذا العيد وبشائر النصر تأتينا من اليمن الذي عانى كثيرا بسبب طغمةٍ ظالمةٍ تتعامل مع الواقع بعنجهيةٍ منقطعة النظير تحذو حذو حاكم سوريا الذي أباد شعبه في سبيل بقائه في الحكم وهذه الطغمة الظالمة في اليمن- سواء كانت من العصابات الحوثية الخائنة او من أنصار الرئيس السابق المخلوع- قد ظلمت نفسها وظلمت أبناء اليمن قاطبة بتغليبهم مصالحهم المادية الدنيوية على مصلحة بلادهم العليا وها هو اليوم نراهم مهزومين مدحورين يفرون ويُسلمون انفسهم بعد نجاح عملية «السهم الذهبي» لتحرير عدن. يأتي عيد الفطر المبارك ورجال قواتنا المسلحة من جميع القطاعات يقاتلون ويدافعون عن كل شبر من أرض هذا الوطن لمناصرة المظلوم والوقوف مع الحق ولكي يقولوا لإيران ومن يقف وراءها من اصحاب المصالح ان لهذا الوطن رباً ثم أبناءً بارين يحمونه وسيقفون بالمرصاد لكل من تسولُ له نفسه المساس بوطننا. يأتي هذا العيد السعيد وهناك رجال من مختلف القطاعات تساند أفراد قواتنا المسلحة واخص بالذكر الكادر الطبي من وزارة الصحة الذين يدعمون مستشفيات الحد الجنوبي من مختلف مناطق المملكة فالكل في سبيل الوطن جنود مُطيعون ومرابطون لخدمة وتطبيب من يدافع عن الوطن تاركين ابناءهم وأهاليهم وفرحة العيد بين أحبابهم ليسلم الوطن من كيد الأعداء. ولقد أثلج قلبي- وهذا ليس بغريب على قادة هذا الوطن– تبرع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمبلغ خمسين مليون ريال لصندوق التكافل بالقوات المسلحة وبرنامج خلافة الغازي الذي يقوم على خلافة المرابطين في أسرهم وعوائلهم في توفير الاحتياجات اليومية لهم والخدمات التي يحتاجون إليها، ودعمهم ماليا ونفسيا ومعنويا وإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة برب الأسرة مع الجهات ذات العلاقة، حيث يأتي هذا التبرع استشعاراً من سموه لظروف المرابطين من منسوبي القوات المسلحة وأبنائهم، وحرصاً على توفير حياة كريمة لهم ومساندة لأسرهم وتخفيفاً لأعباء الحياة في ظل غياب آبائهم وأوليائهم لأداء الواجب، مما يجعله يؤدي مهمته المكلف بها بكل راحة واطمئنان على حال أسرته، واقتداء بالنبي «صلى الله عليه وسلم» في جوده وكرمه في شهر الخير وبذله وعطائه، حيث وُصِف «صلى الله عليه وسلم» بأنه كان في رمضان أجود من الريح المرسلة، وحرصاً من سموه على خلافة الغازي بخيرٍ في أهله كما قال «صلى الله عليه وسلم»: من خلف غازياً في أهله بخيرٍ فقد غزا. اتمنى من الميسورين في بلادنا الغالية ان يحذوا حذو اولياء امورنا الكرام. رجال قواتنا المسلحة ورجال أمننا وكوادرنا الطبية المرابطين على حدودنا، أنتم من يستحق العيد وكل عام وأنتم بخير.