طالبت الحكومة البريطانية أمس بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين عن كارثة طائرة الرحلة ام اتش 17 التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية والتي اسقطت فوق شرق اوكرانيا قبل عام بالتمام والكمال. وقال وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند في بيان «انه يجب ان يتم احقاق الحق للأبرياء ال 298 الذين قتلوا. هذا الأمر يتطلب محكمة دولية يدعمها قرار ملزم للدول الأعضاء في الأممالمتحدة لملاحقة المسؤولين عن الكارثة التي من بين ضحاياها عشرة بريطانيين». واضاف ان «اي محاولة لتقويض هذه العملية تحرم الضحايا من الحق في العدالة ولن يتم التساهل معها»، مجددا تعازيه لكل الاشخاص الذين اصابتهم هذه الكارثة. وفي كانبرا، انهمرت دموع أسر الأستراليين الذين قتلوا على متن الطائرة الماليزية (الرحلة إم إتش 17) لدى قيام رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت بإزاحة الستار عن نصب تذكاري جديد في كانبرا بعد عام من اسقاط الطائرة فوق أوكرانيا ما أدى إلى مقتل 298 شخصا. وقال أبوت لأسر الضحايا أمس الجمعة عند النصب التذكاري الذي أقيم في حديقة مبنى البرلمان ويحمل أسماء جميع الأستراليين ال 38 الذين قتلوا عندما اسقطت الطائرة: «نحن ندين للموتى بأن يمثل المذنبون أمام العدالة». وأضاف: «نحن ندين للأحياء بالعمل من أجل عالم أكثر عدلا وإنسانية». ودعا أبوت مجددا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعاون في جهود إحضار المسؤولين أمام العدالة. وكان أبوت قال لهيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) قبيل مراسم إزاحة الستار: «نعتقد أن هذه الطائرة اسقطت عمدا من جانب المتمردين المدعومين من روسيا باستخدام صواريخ أمدتهم بها روسيا». وفي وقت سابق، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية جولي بيشوب إن مقطع الفيديو الذي يظهر فيه متمردون أوكرانيون وهم ينهبون الأمتعة من الطائرة الماليزية التي تم اسقاطها «أمر مقزز»، وذلك قبيل إزاحة الستار عن النصب التذكاري. ويبدو أن مقطع الفيديو يظهر اللحظة التي وصل إليها المتمردون إلى موقع الحادث أول مرة، ونشر على موقع إخباري أسترالي في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة. وقالت بيشوب خلال برنامج تلفزيوني: «شاهدت اللقطات، وهي تثير الغثيان عند المشاهدة». وأضافت إن الأمر مقلق للغاية أن تظهر هذه اللقطات الآن بعد 12 شهرا من إسقاط الطائرة. وقال أبوت إن تلك اللقطات تظهر أن إسقاط الطائرة كان عملا وحشيا وأن المتمردين «تعمدوا إطلاق النار في السماء عندما علموا أن هناك طائرة كبيرة». ويظهر مقطع الفيديو ومدته 17 دقيقة وحصلت عليه شركة «نيوز كورب» اللحظة التي يدرك فيها المتمردون أنهم أسقطوا طائرة ركاب وليس مقاتلة أوكرانية. وقالت «نيوز كورب» إنها كانت تتبع منذ فترة مقاطع الفيديو التي التقطها المتمردون بالهواتف المحمولة. وشوهد المتمردون وهم يفتشون في الحقائب ويجمعون الهواتف والمحافظ وأشياء ثمينة أخرى. وشوهد المتمردون الذين كانوا يتحدثون بالروسية والأوكرانية وهم يتساءلون عن كيفية السماح لتلك الطائرة بالتحليق فوق أوكرانيا. وذكرت نيوز كورب انه تم توجيه السكان المحليين بأن يقولوا إنهم شاهدوا الطائرة وقد اسقطتها طائرات مقاتلة. وكانت طائرة البوينغ 777 التابعة للخطوط الجوية الماليزية تقوم بالرحلة ام اتش 17 بين امستردام وكوالالمبور حين تم اسقاطها في 17 تموز/ يوليو فوق شرق اوكرانيا في وقت كانت معارك تدور في هذه المنطقة بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الحكومية الاوكرانية. وبعيد الحادث أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2166 الذي يطالب بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة الجوية ويدعو «كل الدول الى التعاون بشكل كامل» لتحديد اسباب الكارثة. وسبق ان اقترحت ماليزيا وهولندا ودول اخرى انشاء محكمة تحت اشراف الاممالمتحدة، وهو خيار رفضته روسيا العضو الدائم في مجلس الامن الدولي. ويشتبه الغربيون وكييف في ان الانفصاليين الموالين لروسيا استخدموا صاروخ ارض-جو قدمته روسيا لاسقاط الطائرة المدنية. وقد نفت موسكو على الدوام اي ضلوع لها في هذا الحادث متهمة في المقابل العسكريين الاوكرانيين بالضلوع به.