حاول (السعودي) الكابتن اسحاق سراج رئيس الاتحاد الدولي لأكاديميات كرة القدم أن يقدم خدمة كبيرة ومميزة لوطنه من خلال احتضان مقر الاتحاد الدولي الذي يرأسه، ولكن باءت محاولاته بالفشل وزُرعت أمامه العراقيل والصعاب وجعلوا من فكرة استضافة المقر قضية القضايا وبرتوكولات و(برستيجات) ليس لها آخر. المنتفعون أرادوا جعل فكرة استضافة مقر الاتحاد غنيمة يريدون تحقيق الكثير من ورائها سواء ماديا أو حتى معنويا بالتقرب للرئيس من خلالها، ولكن إرادة الكابتن اسحاق كانت أقوى من كل إرهاصات هؤلاء وخزعبلاتهم، وغير وجهته إلى أوروبا وتحديدا لسويسرا لكي تحتضن مقر الاتحاد والخاسر الأكبر هو الوطن ورياضته. بساعة قليلة انتهى أمر الموافقة من الجهات المعنية في سويسرا لاحتضان مقر الاتحاد في المقابل ظل أياما وأياما من أجل الموافقة على لقاء الرئيس العام ولم يتسنّ له ذلك في ظل الكوكبة الكبيرة التي تحيط به، والتي بنت سورا عاليا من الصعب تخطيه. وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي قدمه رئيس الاتحاد ويقدمه لإظهار اتحاده إلى الوجود بجهوده الذاتية منذ عام 2009 وفي ظل غياب الداعم، إلا أنه يتقدم بكل نجاح وقوة نحو تحقيق الهدف بعد تجديد موعد للبطولة الدولية لكأس العالم للأكاديميات التي ستقام في عام 2017 في أوروبا، وقد تكون البلد المستضيف هي أسبانيا. تحد كبير لرجل عصامي لم يجد الدعم والمؤازرة من بلده، لم يجد التشجيع من أصحاب الشأن، لم يحتضن فكره الحريصون على رياضة الوطن، لم يجد من ينصف عمله الكبير، رجل يمضي نحو النجاح بخطى ثابتة ومتزنة ويعرف ماذا يريد وإلى أين سيصل. وما زال في الوقت متسع لمن يريد أن يضع يده بيد هذا الرجل ويقدم له العون والدعم مع حفظ الحقوق للجميع، وهذا الدعم سيكون بمثابة اللبنة القوية لحث الخطى وتعجيلها لتحقيق الأهداف المرسومة بكل دقة وعناية. يجب أن نفخر بابن الوطن الذي برهن على أن الفكر السعودي يبدع عندما يجد الفرصة والمساحة الكافية ليبلوره على أرض الواقع، والكابتن اسحاق خير دليل على ذلك، الذي نرفع له القبعة احتراما له ولفكره ولعمله ولكل ما قدمه ويقدمه من أجل المحافظة على واجهة الكرة السعودية دوليا. ولا بد أن نكون أكثر شفافية ونعترف بأننا خسرنا استضافة مقر الاتحاد لمدة 24 سنة، وهي المدة المعتمدة لاستضافة أي اتحاد دولي في أي دولة، فكرنا احتضنه غيرنا، ونحن نضع العراقيل والصعاب لكي نطرده من بلدنا، قمة التناقض، وقمة الأسف أن نعيش هذه المرحلة التي نحن بحاجة لأي منجز ليحسّن صورة رياضتنا الباهتة دوليا. شكرا لك كابتن اسحاق وننتظر المزيد من الإبداع لأبناء الوطن لمواجهة التحديات، ومن أجل رفعة اسم الوطن عاليا كما فعلت، وسيفعل من بعدك أبناء وطننا المبدعين بإذن الله.