أنهت محكمة جنايات القاهرة، أمس، جدلاً استمر قرابة 18 شهراً، بشأن مصير الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، و164 آخرين من قيادات الإخوان وعناصر حركة حماس وحزب الله اللبناني، في قضيتي التخابر واقتحام السجون. وحكمت المحكمة على مدار جلستين، فصلت بينهما قرابة 90 دقيقة، على 17 متهماً في قضية التخابر (بينهم الرئيس الأسبق محمد مرسي) بالسجن المؤبد 25 عاماً، فيما قضت بإعدام ثلاثة، والسجن 7 سنوات لاثنين، وكذا الإعدام ل12 متهماً هارباً آخرين، أما في قضية اقتحام السجون، المتهم فيها 129 شخصاُ، فقد حكمت المحكمة بإعدام الرئيس الأسبق، وخمسة آخرين حضورياً، إضافة إلى 97 آخرين غيابياً (من بين 102 متهم هارب) يتقدمهم الداعية الإسلامي المقيم في قطر، يوسف القرضاوي، والقيادي الهارب محمود عزت، وعناصر من حركتي حماس وحزب الله اللبناني، وقالت المحكمة: إن تقرير المفتي طالب بتوقيع الحرابة على المتهمين في قضية السجون. إجراءات وتفنيد ووسط إجراءات أمنية مشددة، واستنفار أمني بمحيط أكاديمية الشرطة مقر المحكمة والشوارع المؤدية إليه، بدأت الجلسة، على فترتين، بكلمة رئيس المحكمة، المستشار شعبان الشامي، الذي فنّد مزاعم المتهم الثالث (محمد مرسي) بعدم جواز محاكمته، باعتباره "لا يزال رئيساً للجمهورية"، وقال: إن صفة "الرئاسة" قد زالت عنه، بثورة شعبية أسقطته في 30 يونيو 2013، وبالتالي وجب خضوعه للمحاكمة "ولائياً" وبالتالي محاكمته قانونياً. قضية التخابر ففي القضية الأولى، التي عُرفت إعلامياً ب"التخابر" والمتهم فيها الرئيس الأسبق محمد مرسي، و164 آخرون من قيادات الإخوان وعناصر حركة حماس وحزب الله اللبناني. حكمت المحكمة في جلستها أمس، بإجماع الآراء، بالإعدام شنقاً "حضورياً" على ثلاثة من المتهمين. وقضت بإعدام كل من: خيرت الشاطر، محمد البلتاجي، أحمد عبد العاطي، ومعاقبة الرئيس المصري المعزول، محمد مرسي، و16 آخرين، بينهم المرشد العام، محمد بديع، وسعد الكتاتني، وعصام العريان، وصفوت حجازي، وجهاد الحداد، بالسجن المؤبد، كما عاقبت مدير ديوان الرئيس الأسبق، محمد رفاعة الطهطاوي، وأسعد الشيخة بالسجن 7 سنوات. كما قضت أيضاً بالإعدام غيابياً ل12 متهماً هارباً خارج البلاد، بينهم وزير الإعلام الأسبق صلاح عبد المقصود، وانقضاء الدعوى على المتهم فريد إسماعيل، بسبب وفاته. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين تهم التخابر مع منظمات أجنبية خارج البلاد، بغية ارتكاب أعمال إرهابية داخل البلاد، وإفشاء أسرار الدفاع عن البلاد لدولة أجنبية ومن يعملون لمصلحتها، وتمويل الإرهاب، والتدريب العسكري لتحقيق أغراض التنظيم الدولي للإخوان، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها. قضية اقتحام السجون وعلى مدار 26 دقيقة في الفترة الثانية، التي تناولت الحكم في قضية اقتحام السجون والهروب من سجن وادي النطرون، والمتهم فيها 127 متهما (حضر منهم 25)، أشار القاضي إلى وقوع المتهمين تحت طائلة حكم "الحرابة" باشتراك جماعة مكلفة في جرائم قتل وسرقة وحرق وهروب وقطع طريق، وفق مخطط سابق لهم وتوزيع الأدوار فيما بينهم.. وبالتالي وجب قتلهم بحد الحرابة. ونوَّه القاضي إلى أنه، وإن كان رأي المفتي استشارياً، إلا أنه مع الوازع الديني للمحكمة، يكون هذا الرأي الشرعي هو ما وقر ورسخ في عقيدتها ووجدانها، وأوضح أن المحكمة لم تجد للمتهمين سبيلاً للرأفة أو الرحمة. وقضت المحكمة بإجماع الآراء، بالإعدام شنقاً (حضورياً) لستة متهمين، هم: محمد بديع، رشاد البيومي، محيي حامد، سعد الكتاتني، محمد مرسي، عصام العريان، ومعاقبة 21 آخرين، بينهم صفوت حجازي، ومحمد إبراهيم البلتاجي، بالسجن المؤبد 25 عاماً.. وكذا الحبس عامين، لبعض المتهمين الآخرين. وحكمت غيابياً، على 102 متهم، في مقدمتهم الداعية يوسف القرضاوي، ومعه القيادي الإخواني الهارب، محمود عزت، ووزير الإعلام الأسبق، صلاح عبد المقصود، وكذلك فلسطينيون ولبنانيون من حركة حماس، وحزب الله اللبناني، بالإعدام شنقاً، كذلك الحبس عامين ل9 آخرين، ومعاقبة متهم آخر لثلاث سنوات. وحكمت بإلزام المتهمين بدفع 250 مليون جنيه تعويضاً لمدعي الحق المدني، وكذا تعويض زوجة أحد ضباط الشرطة ب100 ألف جنيه. هتافات ووجوم وبينما ارتسم الوجوم على وجه الرئيس الأسبق، والذي التزم الصمت تماماً وبدا في حالة ذهول، قاد مرشد الجماعة، محمد بديع، وهو يرتدي البدلة الحمراء، باقي المتهمين في هتافات جماعية بالقفص، واستقبل المتهمون حكم الإعدام بحالة من السخرية واللامبالاة. وقاموا برفع شعار رابعة، كما رددوا بعض الأغاني، وتبادلوا الضحكات فيما بينهم وألقوا التحية على مؤيديهم.