إنه مبلغ من المال يكفي لشراء شركة أبل بأكثر من 8 مرات، أو الدوران حول الأرض 250 مرة بأوراق من فئة المائة دولار. إن المبلغ، 6.5 تريليون دولار، يلخص القيمة التي تم تجميعها في مجرد 12 شهرا من التداول في سوق البورصة الصينية - ويبين السبب في أن البعض يرى أن هذا الاندفاع مبالغ فيه بشكل كبير. في الوقت الذي تتفوق فيه طفرة الصين على الأيام الأكثر اندفاعا لفقاعة الانترنت في الولاياتالمتحدة، تظهر علامات الإفراط في كل مكان. اقترض المضاربون في البر الرئيسي مبلغا قياسيا بلغ 348 مليار دولار للرهان على المزيد من المكاسب، والمستثمرون المبتدئون يقومون بشراء وتكويم الأسهم بوتيرة لم يسبق لها مثيل، وقفزت نسبة السعر إلى الأرباح إلى أعلى المستويات منذ خمس سنوات. في نفس الوقت، يغوص الاقتصاد في توسعه الأضعف منذ عام 1990. قال مايكل إيفري، رئيس أبحاث الأسواق المالية لدى مصرف رابو الدولي في هونغ كونغ: "لدينا فقاعة رائعة في أيدينا". وأضاف: "بالطبع، هنالك أرباح قصيرة الأجل يمكن تحقيقها. لكنني أخشى ألا ينتهي الأمر بشكل جيد". تواجه الأسهم الصينية اختبارها الكبير المقبل، حين يقرر مؤشر مورجان ستانلي المركب ما إذا كانت الأوراق المالية في البر الرئيسي مؤهلة للإدراج في المؤشرات المستخدمة بمبلغ 9.5 تريليون دولار من الصناديق في جميع أنحاء العالم. قد تدل الموافقة على القبول العالمي للأسهم التي كانت حتى وقت قريب خارج نطاق لمعظم مديري الأموال الأجانب. أما الرفض فقد يوجه ضربة للمتداولين الذين دفعوا مؤشر شنغهاي المركب إلى مستوى مرتفع لم يصل إليه منذ 7 سنوات وذلك يوم الاثنين. في حين لم تسجل أي سوق أسهم أخرى نموا بهذا المقدار بالدولار على مدى فترة 12 شهرا، يمكن القول إن الطفرات السابقة كان لها تأثير أعظم عند تعديلها بحسب القوة الشرائية وحجم الناتج الاقتصادي في نفس الوقت. انهيار البورصة الأمريكية في ذروة سباق اليابان في عام 1989، على سبيل المثال، بلغت الرسملة السوقية للشركات اليابانية 145 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل حوالي 87 بالمائة في الصين اليوم، وفقا لبيانات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي على مدى خمس سنوات متتالية في الفترة التي سبقت الانهيار في عام 1929، مضيفة أكثر من 200 بالمائة.وإلى جانب ارتفاع الأسعار، تحصل سوق الصين البالغة قيمتها 9.7 تريليون دولار على دفعة بسبب موجة مبيعات الأسهم الجديدة. جمعت شركات البر الرئيسي على الأقل مبلغ 56 مليار دولار هذا العام، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرج.يراهن المتفائلون على أن الحزب الشيوعي الصيني سوف يبقي على مسيرة الاندفاع مستمرة لمساعدة المزيد من الشركات على الاستفادة من سوق الأسهم للحصول على رأس مال جديد. في شهر يناير الماضي بلغت مستويات الديون لشركات مؤشر شنغهاي المركب أعلى مستوى لها منذ عام 2005 على الأقل. تراجع الأرباح أعرب محافظ بنك الشعب الصيني، تشو شياو، الذي خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات منذ شهر نوفمبر، عن دعمه وتأييده لاستثمارات رأس المال كوسيلة لتعزيز الاقتصاد. يمنح رابط التبادل بين هونغ كونغوشنغهاي، الذي بدأ في نهاية العام الماضي، مديري الأموال العالمية وصولا لم يسبق له مثيل لأسهم البر الرئيسي. قال نيكولاس يو، رئيس شعبة الأسهم الصينية لدى شركة أبردين لإدارة الأصول، والتي تشرف على حوالي 491 مليار دولار في جميع أنحاء العالم: "إذا كانت الحكومة من مؤيدي الاندفاع، فإنه سوف يرتفع". بالطبع، طوفان مبيعات الأسهم يخاطر أن يكون هناك طلب قوي للغاية، لا سيما الآن حيث قفزت التقييمات إلى أعلى المستويات منذ عام 2009. فحيث إن نسبة السعر إلى الأرباح بلغت 19 مرة ضعف الإيرادات المتوقعة، يكون مؤشر شنغهاي المركب أكثر تكلفة بمقدار 62 بالمائة من مؤشر الأسواق الناشئة في بنك مورجان ستانلي. تخلفت أرباح المقياس الصيني عن تقديرات المحللين بالشكل الأكبر منذ ست سنوات في عام 2014، لأن النمو الاقتصادي في الصين تراجع إلى 7.4 بالمائة، وهي الوتيرة الأبطأ منذ أكثر من عقدين. الديون الهامشية في أحدث علامات للضعف، أظهرت البيانات الأسبوع الماضي تراجعا بنسبة 18.1 بالمائة في وارداتها لشهر مايو وثالث شهر على التوالي من الشحنات المرسلة لما وراء البحار. كذلك تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.4 بالمائة يوم بسبب توسع الانكماش الذي أصاب المصانع عبر سجل متواصل من الانخفاضات القياسية. حتى الآن، لم تعمل هذه التطورات على الحيلولة دون أن يقوم مستثمرو البر الرئيسي بصب المال في الأسهم. في الأسبوع الأخير من شهر مايو فتح المستثمرون 4.4 مليون حساب جديد من حسابات التداول، وهو ما يعد رقما قياسيا، في حين قفزت الديون الهامشية في بورصة شنغهاي لتسجل رقما قياسيا في الثامن من يونيو. بالنسبة إلى إيفري، من رابو بانك، إنها فقط مسألة وقت قبل أن تعود السوق مرة أخرى إلى وضعها الطبيعي. وقال: "يجني الكثير جدا من الناس أموالا كثيرة جدا. إنه الجشع والخوف من تفويت الفرصة والاستعداد لتعليق الأفكار".