استعرضت الفنانة التشكيلية مهدية آل طالب في معرضها الشخصي الخامس، الذي حمل عنوان (مكنونات ظل الرماد)، اسقاطات الإرهاب الذي تعرضت له المنطقة الشرقية، وذلك في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم. وافتتح المعرض الذي اختتم مؤخرًا بحضور عدد كبير من المسؤولين والمهتمين والمثقفين الشعراء والفنانين والفنانات، مدير عام المديرية العامة للتراث والثقافة أحمد بن سالم الحجري. وعبَّرت آل طالب في المعرض عن المكنون في حنايا النفس والوجدان في 50 عملا موضحة سبب تسميته بهذا الاسم بقولها : "ظل الرماد هو ظل ولكنه يبقى من رماد ولمجرد النفخ فيه يتطاير غبارًا ويتلاشى". وأشارت إلى كونه مسمى خاصًا لما مرت به من ظروفٍ صعبة؛ لما تعرضت له المنطقة الشرقية من إرهاب في وقت إنجازها وتنفيذها لأعمال المعرض، مؤكدة على حضور ظل اسقاطات الإرهاب بقوة في الأعمال الأخيرة. وبينت أن أكثر عملِ عكس واقع الإرهاب هو اللوحة التي رسمت فيها "امرأة وشح الألم على ملامحها حزنا عميقا" مبدية استقباله برضا وطمأنينة وهي تحمل هلالًا ذهبيًا رمزية إلى المساجد كما هو رمز زمني ل "هلال شهر شعبان" الذي انطلقت منه عبثية الارهاب بهمجيته التي حصدت أرواحاً طاهرة . وتحدثت آل طالب عما تحتويه أعلى اللوحة من ملمس طبعي خلف رأس المرأة حيث رسمت مجموعة نقاط صغيرة بلمسة ذهبية تعبيرًا عن الأمل في السيطرة على شبح الإرهاب الهمجي، الذي خرج من الكهف المظلم المحرق، ويريد أن يأخذ الناس إليه، فيما يأبى المجتمع الخنوع لهم بأسلوب تلوين انفعالي غاضب. واشتمل المعرض على 11 عملا من إنتاج (عام 2014م) بقياس (100سم/120سم) استخدمت فيه آل طالب تقنية مكس ميديا والكولاج لتصل رسالة تجربتها المتمثلة في تبيان الأصالة العربية والمشتركة بين العناصر والتي تعني أصالة المرأة العربية، وأصالة الخيل والحرف العربي الذي كان حاضرًا كعنصرٍ جماليٍ ليزيد من عروبة اللوحة. وضم المعرض تجربة ثالثة لعام (2014م) عرضت فيها طير الطاووس والذي استوحته من المرايا القديمة التي كانت تزين بها غرف العروسة بقياس (180سم/ 60سم). وشكلت جدارية بقياس (180 سم في سبعة أمتار وعشر سم) في 12 لوحة إشارة إلى فصول السنة من الصيف وحرارة الألوان، والربيع يزهو بالألوان، وبرود ألوان شتاء، وداكنة بنيات الخريفية فضلًا عن ظهور الحرف العربي جليا فيها إشارة لما يحمله جمال ريش الطاووس وجمال المرأة، فيما استغرقت مدة تحضيرات المعرض الذي كان بدعوة كريمة من ديوان البلاط السلطاني خمسة أسابيع.