للورود لغةٌ فريدة متميزة،، تختلف عن لغة الأرقام والحروف، وتختلف عن لغة البشر، فهي تغرد لك بأجمل المشاعر صامتةً دون أن تنطق بكلمة، تصاحبك في كل المناسبات والمواقف. في التهنئة خذ معك باقةً من الورد، ودعها تقول لصاحبك: اقبل تهنئتي فأنا فرحٌ لأجلك، وقم بعيادة مريض ودع وردةً جميلةً ناصعة البياض مزينةً بأوراق خضراء هي التي تعبر عن مشاعرك وتدعو للمريض بالشفاء العاجل، سارع إلى صديقك الذي أخطأت بحقه وقدم له باقةً من أجمل الأزهار ولا تقل له: أعتذر لك! فكلُّ وردة ٍ كفيلةٌ بأن تنقل كل ما في خاطرك في قصيدةٍ أبياتها صيغت من أرق عبارات الاعتذار. الورود معنا في كل المناسبات، في النجاح وعند تهنئة بقدوم مولود وعند قدوم غائب وفي حفلات التخرج والأعراس، بل وإن عند بعضِ الشعوب هي رسالتهم لعزيزٍ لديهم غادر الدنيا. في أي مناسبة الورود تغنينا عن الكلام والبوح، لأنه أكثرُ رومانسيةٍ من صاحبها فهي تحمل جمالاً فاق جمال مهديها، الوردة تعبيرٌ عن العواطف، وهي ليست لغة المحبين فقط، بل هي لغة كل البشر على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وثقافاتهم، من أجمل ما قرأت عن الأزهار أنها: سفرٌ أبدعه الله حتى تعلِّم الإنسان اللطف والتسامح، الأزهار أشعارٌ نكتبها بصمتٍ لمن نحبهم فقط!. ابن الوطن البار/ محمد حسن الناصر حمل وروده الملونة وصار يجوب شوارع المدينة ويبحث عن "رجال الأمن" يذهب إليهم على قدميه الصغيرتين مبتسماً على غير عادة الأطفال الذين يهربون من "الزي العسكري"، بثقته العالية وابتسامته الجميلة ووجهه البريء قدَّم لرجل الأمن وردةً بيمينه وبطاقةً بيساره يشكرهم فيها بكلماتٍ جميلة، وغرَّد لهم بصوته الطفولي: شكراً لكم. موقفٌ مهيبٌ بين "طفلٍ صغيرٍ ورجل أمن" له هيبته وجهاً لوجه في أجمل صورةٍ تجمع بين الاثنين، لله درك يا محمد،، قلت ما عجز عن قوله الكتاب والشعراء، رسالتك أرق من قلبك الصغير، وكلماتك أقوى من المدافع، وابتسامتك المشرقة دعوةٌ للسلام، هنيئاً لأمِّ ربتك، وأبٍ علمك، وهنيئاً للوطن بك، وهنيئاً لك بوطنك الذي رسم لك مستقبلاً مشرقاً، جعلك تجوب الشوارع بأمان ودون خوف، تَدين بالشكر لمن هم أهل للشكر ويستحقونه،، لقد أحببناك يا "محمد" ومن الذي يستطيع ألا يحب "محمداً " بوردته الحمراء والصفراء والبيضاء وبابتسامته الجميلة وبكلماته الصادقة؟، هما كلمتان فقط (شكراً لكم) أغنت عن مقالاتٍ وندواتٍ ومحاضراتٍ في حبِّ الوطن وحب من يدافع عن الوطن، "محمد" ليس طفلاً،، بل كان مدرسةً في لقطةٍ صغيرةٍ لا تعدو الدقائق والثواني!. "محمد" كان يقوم بشرح تعاليم الدين الإسلامي وهو يجوب شوارع المدينة، كان يبلِّغ الجميع جمالَ هذا الدين العظيم، دين الإنسانية والتعايش والتكافل، دين المحبة والإخاء، لله درك يا "محمد" لقد أحسنت صنعاً، فرجال الأمن يستحقون أن يُقال لهم "شكراً". رجال الأمن هم الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن من أصحاب النفوس الضعيفة والمبغضة الكارهة للسلام، لذا فنحن نقول لهم "شكراً". رجال الأمن هم الذين يحملون أرواحهم على أكفهم بينما نحن ننعم بنومٍ هادئ هانئ في فراشٍ وثير، لذا فنحن نقول لهم "شكراً". رجال الأمن هم الذين يخاطرون بأرواحهم ليحافظوا على أرواحنا، لذا فنحن نقول لهم "شكراً". رجال الأمن هم الذين يتركون "عيالهم" وراء ظهورهم، لنبقى نحن مع "عيالنا" مجتمعين حول سفرةِ طعامٍ واحدةٍ نأكل ونشرب ونضحك ونتجاذب أعذب الأحاديث، لذا فهم يستحقون أن نقول لهم "شكراً". لو كان لي حقُ ترشيحك يا "محمد" لوسامٍ رفيع المستوى من إحدى أجهزة الدولة المختصة لرشحتك تحت شعار (ابن الوطن البار ورسالة الحب والسلام). في الختام: أعجبتني هذه التغريدة: :(ما هي الأخلاق؟ قبل أن تحدث أطفالك عن الأخلاق، حدثهم عن: سلامة القلب وطهر اللسان وطيب الشمائل، أخبرهم أنها سلوك وليست مجرد مظهر وادعاء! * خبيرة إدارية – تربوية – مدرب معتمد