أدان البيان الختامي للدورة 42 لمنظمة التعاون الإسلامي الحادث الإرهابي في القطيف، كما دعا البيان إلى حل القضية الفلسطينية من خلال مجلس الأمن، وجاء في البيان الذي تلاه وزير الخارجية الكويتي أمس: «نعلن إدانة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، ونعبر عن إدانتنا للحادث الإرهابي في مسجد القطيف، ونؤكد على ضرورة محاربة الجماعات الإرهابية وقطع تمويلها». و«نعلن التأكيد على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب وتنفيذ قرارات المنظمة المتصلة بمحاربة التطرف، وندعو لتوحيد الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب والتطرف». كما دعم البيان إقامة الدولة الفلسطينية: «نعرب عن دعمنا لإعادة طرح مشروع أمام مجلس الأمن لحل الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، ونشجب تعنّت إسرائيل حول المستوطنات والتهويد». وفي الشأن اليمني، أشار البيان إلى أنه يجب الالتزام بأمن واستقرار اليمن، ودعم شرعية الرئيس هادي، واستكمال العملية السياسية وفق مبادئ المبادرة الخليجية والحوار الوطني وقرار مجلس الأمن. وقال البيان: «نشيد بنتائج مؤتمر الرياض لليمن وبناء الدولة الاتحادية، في إطار المحافظة على اليمن ورفض الانقلاب وعودة الدولة لبسط سلطتها على كامل الأراضي». وأكد البيان على الالتزام بالبيانات السابقة لاجتماعات وزراء مجلس التعاون الخليجي بشأن الأوضاع في اليمن، وقرار القمة العربية، والبرلمان العربي. وأعرب البيان عن دعمه للاتفاق الدولي حول برنامج إيران النووي، داعياً إلى استكماله. وقال البيان: «نرحب بالاتفاق الإطاري مع إيران ونتطلع لاستكماله في نهاية يونيو، ونجدد دعوتنا لإيران لاستكمال التعاون مع دول الجوار والعالم». كما أكّد البيان الختامي للدورة 42 لمنظمة التعاون الإسلامي على دعمه لجهود التسوية في كل من سوريا وليبيا. وجاء فيه: «ندعو المجتمع الدولي لموقف حازم تجاه وقف العنف وتدمير البنية التحتية السورية وسفك الدم السوري وإزهاق الأرواح، وندعم قرارات مؤتمر جنيف1». وحول ليبيا، أعرب المجتمعون عن وقوفهم «مع الشعب الليبي في التصدي لمن يعبث بأمن ليبيا، بتقديم الدعم اللازم لضبط الحدود ومنع تدفق السلاح والمقاتلين الإرهابيين والهجرة غير الشرعية». ودعم المجتمعون «الحل السلمي والسياسي في ليبيا، وجهود المبعوث الأممي ليون، من أجل وحدة ليبيا وسلامة أراضيها». الروح الأخوية وترأّس وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الجلسة الختامية لأعمال مجلس وزراء خارجية المنظمة الذي عقد في دولة الكويت خلال الفترة من 27 إلى 28 مايو 2015. قال الصباح: إن مباحثات ومناقشات اجتماع الدورة ال42 مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي عكست ما تأمله الشعوب الاسلامية من تنمية وتطور، والمحافظة على ما أنجز من مكتسبات طيلة مسيرة عمل المنظمة. وأضاف الصباح إن الدورة التي عُقدت على مدى يومين تحت شعار (رؤية مشتركة لتعزيز التسامح ونبذ الإرهاب) سارت أعمالها في أجواء عكست الروح الأخوية التي تربط الدول الأعضاء وتضامنها وإيمانها بوحدة العمل الإسلامي والمصير المشترك والمحافظة على مصالح دول المنظمة. وذكر أن المناقشات والمباحثات دارت بشكل بناء إذ تناولت كافة القضايا المطروحة على جدول الاعمال مشيرا إلى أن مداخلات وكلمات رؤساء الوفود المشاركة وما تضمنته من عناصر وموضوعات مهمة تناولت بالتشخيص والتحليل الاوضاع والمستجدات المتسارعة التي يشهدها العالم الاسلامي ووضع الحلول الناجعة والملائمة لها. وأوضح أن المباحثات أتت بما ينسجم مع أهداف منظمة التعاون الاسلامي الرامية إلى دعم أواصر الأخوة والتضامن وصون المصالح المشتركة وتعزيز قيم الدين الإسلامي الحنيف الداعي إلى الانفتاح والاعتدال والتسامح الرافض للعنف والتطرف والطائفية. وأعرب الشيخ صباح الخالد عن أمله أن تأخذ القرارات والتوصيات الصادرة في الدورة، طريقها نحو التنفيذ الكامل والمتابعة المتواصلة لها وتدعم كافة الجهود الهادفة إلى تحقيق مصالح الشعوب وتقدمها ونصرة قضاياها. وأكد التزام الكويت بما رسمته من نهج بنّاء في كل رئاساتها للمؤتمرات الإقليمية والدولية من المحافظة على الزخم والدفع المطلوبين للقرارات الصادرة، لافتا إلى أنها ستواصل في هذا الصدد وخلال فترة رئاستها العمل على متابعة تنفيذ كافة القرارات الصادرة عن هذه الدورة بالتعاون والتنسيق مع الدول الاعضاء والامانة العامة للمنظمة. وأضاف أنه «اتساقا مع ذلك ستستمر الكويت أيضا في نهجها الذي تحركه قناعتها في دعم كافة القضايا الإسلامية في المحافل والمنتديات الدولية بما يخدم مصالح شعوبنا ومقدراتها». ولفت إلى أنه في هذا الإطار يبرز موضوع -يحتل صدارة اهتمامات الدول الاسلامية- والذي أشار إليه أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح «في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة» وهو ضرورة العمل سويا لمواجهة التحديات والظروف السياسية والأمنية الدقيقة التي تواجه العالم بشكل عام وتشكّل تحديات لأمتنا الاسلامية بشكل خاص». وأفاد بأن من أهم هذه التحديات: تفشّي ظاهرة الارهاب واستئصال مسبباته، مبينا أنها ظاهرة خطيرة تلقى بتداعياتها الكارثية على أمن واستقرار الدول ومستقبل ورخاء الشعوب، وتتطلب من الجميع مزيدا من التعاون من أجل مكافحة التطرف والاحتقان الطائفي والعمل على تحصين الأجيال من الوقوع في آتونهما المدمرة. وتوجّه الشيخ صباح خالد بالشكر والتقدير لكافة الدول المشاركة في أعمال الدورة الحالية على جهودها المتواصلة والدؤوبة في سبيل الارتقاء بمضامين وأهداف المنظمة وحرصها على دعم وإنجاح الدورة والعمل على مواصلة تعزيز نشاط منظمة التعاون الاسلامي على كافة الأصعدة. وأعرب عن التطلع لانعقاد الدورة المقبلة في جمهورية أوزبكستان، معبرا عن يقينه بكل التفاؤل والثقة بقدرة أوزبكستان على عقد دورة مثمرة وبناءة تسهم في مواصلة العمل لصالح الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها وتعزز تطلعاتها المشتركة والنبيلة نحو عالم أكثر أمنا ورخاء.