يبحث المطار المزدحم عن سبل للتعامل مع المزيد من رحلات طائرات السوبرجامبو. يعاني مطار دبي الدولي من مشكلة يود كل مطار دولي لو كان ويعاني منها. ويعود الفضل الكبير لنجاح شركة الإمارات، شركة الطيران المملوكة للدولة، واستراتيجيتها في استخدام زوج من مدارج الطائرات في الصحراء كمحور نقل ضخم للرحلات الجوية الطويلة، وقد أصبح مطار دبي بسرعة أكثر المطارات الدولية ازدحاما في العالم. كان سر هذا النجاح هو احتضان شركة طيران الإمارات لطائرات الإيرباص (إيه 380) التي تحوي طابقين و525 مقعدا، الطائرة التجارية الأكبر في العالم. تقوم شركة طيران الإمارات، أكبر مشغل لطائرات السوبرجامبو، بالأصل بتشغيل 60 طائرة وتعتزم زيادة أسطولها الجوي إلى 140 طائرة. لكن هذا تسبب بحدوث ازدحام كبير للمطار وللطائرات على مَدْرجيه. تعتزم دبي التحول إلى مطار جديد خلال عقد من الزمن، لكن حتى ذلك الحين تبحث عن طرق لزيادة عدد المسافرين لديها من خلال منشآتها القائمة. تفتتح دبي ردهة جديدة في المطار ستعمل على زيادة سعة نقل الركاب بنسبة 25%، لتصل إلى 90 مليون مسافر في السنة. هذا العدد لا يزال أقل بحدود 10 ملايين مسافر عن حركة الركاب المتوقع أن يستوعبها المطار بحلول عام 2020. تسعى دبي أيضا إلى تحسين جدولتها لتشغيل المزيد من طائرات الجامبو. قالت شركة الإمارات في بيان لها عبر البريد الإلكتروني إنها قد «ترحب بأي قدرات أو تحسينات تشغيلية» يمكن أن يقدمها المطار. هذا الشيء قوله أسهل من تنفيذه، ذلك لأن طائرات الإيرباص إيه 380 نفسها التي تقف خلف نجاح دبي هي التي تفرض قيودا على عدد الرحلات الجوية الإضافية التي يمكن لمطارها التعامل معه يوميا. الطائرات كبيرة جدا ومحركاتها الأربع قوية جدا لدرجة أنها تخلف مطبات هوائية خطرة في أعقابها. لذلك تحتاج طائرات الإيرباص إيه 380 أن تهبط على مسافة لا تقل عن 11 كيلومترا قبل الطائرات الأصغر التي تأتي وراءها.تعتبر طائرة الإيرباص إيه 380 أساسا نظام مناخي طائر، مع أجنحتها البالغ طولها 80 مترا التي تقذف رياحا بقوة الأعاصير. بموجب المبادئ التوجيهية الدولية الحالية، حتى طائرة البوينج 747 يجب أن تحتفظ بمسافة تقدر بستة أميال بحرية عن طائرة الإيرباص العملاقة التي يقدر حجمها بحدود 560 طنا عند الإقلاع والهبوط. إن الطائرات الأصغر حجما، كطائرة البوينج 737، تحتاج لمسافة 11 كيلومترا. تستطيع بعض المطارات الأمريكية المزدحمة التي تتعامل في معظم الأحيان مع الطائرات الأصغر حجما ترك مساحات فارغة بين كل طائرة وأخرى تقدر بحوالي 2.5 ميل- ما يتيح لهم فرصة التعامل مع الكثير والمزيد من الرحلات يوميا. يقول الرئيس التنفيذي لمجموعة مطارات دبي بول جريفيثز: «علينا أن نفهم الكثير مما يتعلق بدوامة الأعقاب. إنها هدف حاسم بالنسبة إلينا». في أحسن الأحوال، سيؤدي الطيران في دوامة إلى هبوط غير مريح لطائرات الإيرباص 380. وفي أسوأ الأحوال، قد تسهم في وقوع حادث. حدثت أعتى هذه الحوادث المتصلة بالموضوع خلال حقبة ما قبل ظهور طائرة الإيرباص إيه 380: عندما تحطمت طائرة الإيرباص إيه 330 التابعة لشركة الطيران الأمريكية ذات الجسم الواسع في عام 2001 عندما ارتكب قائد الطائرة أخطاء فادحة بعد مواجهته الرياح التي تسببت في حدوثها طائرة بوينج 747 تابعة لشركة الخطوط الجوية اليابانية عند إقلاعها من مطار جون إف كينيدي الدولي. نتج عن ذلك الحادث وفاة جميع الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة البالغ عددهم 260 شخصا بالإضافة إلى خمسة آخرين كانوا على الأرض.تنظم شركة طيران الإمارات رحلاتها الجوية لطائراتها إيه 380 و143 طائرة من طراز بوينج 777 ذات الحجم الضخم على شكل 3 مجموعات يومية في دبي، ما يسمح للمطار بالحفاظ على أكبر عدد ممكن من الطائرات الأصغر حجما من أن تتبع الطائرات الأكبر حجما. حتى في هذه الحالة، تتطلب طائرة الإيرباص إيه 380 زيادة نسبتها 12 بالمائة في عمليات فصل أو عزل الطائرات عندما تعمل بين طائرتي بوينج 777 مقابل المسافة اللازمة بين الطائرات في سلسلة من الطائرات الأصغر حجما ذات الحجم الواسع. وفي حين أن ذلك يتسبب في فقدان رحلات جوية يوميا في مطار دبي المزدحم، ترفض أي من سلطات المطار أو شركة طيران الإمارات الإفصاح عن عددها. تقول شركة طائرات الإيرباص إن تحليلاتها تخلص إلى أن كل طائرة إيرباص 380 تحمل عددا من الركاب بشكل أكبر من الطائرات الأخرى بحيث ان المطارات ما زالت تتصدر في مجال الأعداد الإجمالية للمسافرين الذين تخدمهم خلال فترة 24 ساعة. في أوروبا، حيث تبحث المطارات المزدحمة هناك أيضا عن سبل إضافة المزيد من عمليات الهبوط، أذنت سلطات الطيران مؤخرا بالتقليل من فواصل المسافات بين الرحلات من 7 إلى 6 أميال لجميع الطائرات التي تأتي رحلاتها بعد طائرة الإيرباص 380. حتى الآن، فقط مطار تشارل ديغول في باريس اعتمد فكرة التباعد الأكثر تشديدا. تجري دبي دراساتها لتحدد كيف يمكنها التقليل من الفواصل بأمان، لكنها لا تزال تتبع معايير إياتا، «منظمة الطيران المدني الدولية»، الحالية.الآن، تستفيد دبي من النظام الحالي. يقول كريس جارتون، نائب الرئيس التنفيذي لعمليات المطارات في دبي: «نحن نقوم بعمل كل الأمور الذكية والمعقولة التي يتوجب عليك القيام بها لتنظيم عمل تلك الطائرات ضمن تسلسل صحيح». ويضيف: «نقوم بجعل الطائرة الأصغر في المقدمة وتليها الطائرة الأثقل وزنا. إنها طريقة لا تحتاج إلى تفكير عميق».