أكدت مصادر مطلعة في الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء سيبحثون على هامش اجتماعاتهم في الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء خارجية المنظمة المزمع عقده في دولة الكويت خلال الفترة 27 28 مايو 2015، وضع استراتيجية ناجعة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف والإسلاموفوبيا. وأوضحت المصادر أن منظمة التعاون الإسلامي استشعرت الحاجة لمناقشة ووضع استراتيجية ناجعة للتصدي للنزعة الجديدة للإرهاب والتطرف تأكيدا لالتزامها تجاه مكافحة هذه الظواهر، مشيرة إلى أنه تم اقتراح عقد جلسة خاصة لشحذ الأفكار على هامش الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الخارجية في الكويت (دورة: الرؤية المشتركة من أجل تعزيز التسامح ونبذ الإرهاب)، بهدف تعزيز موقف المنظمة وإجراءاتها التي تستهدف وضع حد للإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية والإسلاموفوبيا من خلال معالجة السياق الذي تنمو فيه وتستغله هذه الظواهر ومن خلال تبني مبادرات يحركها خطاب خاص بمنظمة التعاون الإسلامي. وبينت المصادر أن جلسة شحذ الأفكار تأتي في ظل بروز ما يسمى بداعش، التي اتخذت شكل ما يشبه الدولة التي تسيطر على أراضيها في ظل وجود جيش موالي لها وسكان يعيشون تحت حكمها، إضافة إلى زيادة وتيرة الأنشطة الإرهابية وحدتها وانتشارها إلى مناطق جديدة على يد جماعات وحشية متشابهة مثل بوكو حرام والشباب والقاعدة وفصائل طالبان المتطرفة والكيانات الأخرى المماثلة، الأمر الذي أصبح يمثل تهديدا مباشرا لبقاء عدد من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وتحديا لمفهوم الدولة ذاته. وأضافت المصادر أيضا أن الجلسة جاءت بسبب مواصلة نزعة الإسلاموفوبيا صعودها في جميع أنحاء العالم، خاصة خلال العام الماضي، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وانعكس هذا الاتجاه المتصاعد بشكل واضح من خلال الحملات الإعلامية المكثفة والخطابات العامة التي تعكس "الخوف" تجاه الإسلام، وكذلك من خلال عدد كبير من الحوادث المتفرقة التي تستهدف المسلمين والمساجد والمراكز الإسلامية والزي الإسلامي. ومن المتوقع أن تبحث الجلسة توصيات محددة بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع استراتيجية فعالة لمنظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، إضافة إلى تعزيز عمل وحدة مكافحة الإرهاب التي أنشئت مؤخرا داخل الأمانة العامة لتنفيذ الاستراتيجية المقبلة لمنظمة التعاون الإسلامي وتنسيق جميع جهود المنظمة في هذا المجال، وتعزيز آليات المنظمة القائمة لرصد خطاب الإسلاموفوبيا ومواجهة تطوره.