تتمتع بلادنا بتطور سياحي ملحوظ، ولو كان بطيئا وغير ظاهر، أو بالأصح لا يستمتع به الجميع؛ وذلك لعدم إبرازه بالشكل الفاعل، الامر الذي جعله يقتصر على فئة او جنسيات محددة، هي من تبحث عن وسائل الترفيه، ربما لتعودها على ذلك. فالجميع يعمل بمفرده.. البلديات والهيئات كلٌ على حدة، مما يفقد أي عمل جميل بريقه. ففي يوم الخميس 9 ابريل 2015 وبرعاية كريمة من الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» كان افتتاح «ساحة البجيري» في الدرعية التاريخية، هذا الحدث واكبه إقبال شديد من سكان الرياض، بالرغم من عدم افتتاح كامل الأنشطة التجارية به!! فبجولة سريعة في هذا المشروع الجذاب «غير المكتمل»، يجد الزائر ما يرضي طموحه البسيط؛ كونه متنفسا امتاز بالموقع المناسب ذي الجو النقي، حيث مكانه الممزوج بعبق الماضي العريق في «عاصمة الدولة السعودية الاولى» الدرعية. ومن مميزات المشروع اللمسات الهندسية، توزيع الإضاءة الموفق وتكثيف عمال النظافة من الجهه المشرفة على المشروع (هيئة تطوير مدينة الرياض) مشكورين، انتهاءً بتوفير مواقف السيارات بمساحة لا بأس بها على المدى القريب. الغريب ان البعض ممن لا يُقّدرون إنجازات بلدهم يسمونه باسم «معلم تاريخي» آخر في دولة خليجية شقيقة ولا يلامون في ذلك؛ لأن من اللافت في الموضوع هو ان مشروع بهذا الحجم لم تسع الجهة المسئولة الى وضع اللافتات الإرشادية «الواضحة» له وكل ما من شأنه ترسيخ الاسم، وهو الشيء الأساسي لإطلاق أي مشروع، فما بالك اذا كان مشروعا حكوميا سياحيا يفتتحه خادم الحرمين الشريفين!!. في رأيي لم توفق هيئة تطوير مدينة الرياض في مشروع «سوق البجيري» السياحي بالشكل المطلوب (تسويقيا)؛ لاعتمادها على نفسها في كل شيء. جمال اي مكان خصوصا ان كان سياحيا مرتبط بشكل وثيق بزواره، الامر الذي يحتاج الى وقفة جادة من الهيئة في سن قوانين صارمة، وخاصة ان مدينة الرياض من أهم العواصم العربية التي يقصدها الناس من كل مكان، فوجود بعض الممارسات من البعض في طريقة اللبس وأسلوب استخدام المرافق يحتاج الى حزم من ادارة المشروع وجميع المشاريع المشابهة، من خلال إعطاء رجال الأمن لائحة تنظيمية يحدد من خلالها آلية التنزه والتسوق، من حيث منعهم لكل ما يخدش الذوق العام أو عمل بعض الممارسات الخاطئة من بعض الأسر وابنائهم.. نعلم بأن كل ما يعمله طفلك «المملوح» مقبول، ولكن فقط في محيطك، فالأماكن العامه لها احترامها. يجب ان يكون الأصل في اي عمل ناجح هو الاستمرارية، ولن يكون ذلك الا بوضع الانظمة والقوانين والعقوبات في حال عدم الامتثال. وفيما يخص القوانين هناك عبارة يراها كل من يدخل محافظة الدرعية وهي (الدرعية محافظة بلا تدخين)، ولائحات منع استخدام الارجيلة في اماكن التنزه والمشي، سواء على وادي حنيفة أو طريق سد العلب، ومن لا يعرف هذه الأماكن فكلها في محافظة الدرعية، إلا انها فقط تعتبر صورا جمالية لا تُتبع للأسف. التخطيط، التنفيذ، الصيانة، النظافة، التسويق وسنّ الانظمة والقوانين هي ركائز النشاط الناجح المستمر.