أصبح مجمع شركة صدارة السعودية في طريقه لأن يصبح أكبر مجمع متكامل للمواد الكيميائية في العالم يتم تشييده في مرحلة واحدة، بسعة تتجاوز ثلاثة ملايين طن في السنة، وذلك مع إنجاز أكثر من 90% من المشروع. وسيكون مجمع صدارة أول مجمع للمواد الكيميائية لتكسير النفتا في منطقة الخليج، الأمر الذي سيتيح تصنيع عدد من المنتجات المتنوعة التي لم يسبق للمملكة أن أنتجتها. وكان عددٌ من التنفيذيين من أرامكو السعودية وشركة داو كيميكال، الشركتان المالكتان للمشروع، زاروا المجمع الضخم لتدشين أول ستة مصانع وغرف تحكم، وذلك يوم 30 أبريل المنصرم، شملت الاطلاع على آخر مستجدات العمل المتبقي للمشروع والتأكّد من سير العمل فيه وفق ما قدمه المقاولون في عروضهم أثناء الجولة. وحسب بيان لشركة أرامكو السعودية، كان التعاون هو السمة البارزة في مشروع صدارة منذ البداية بين أرامكو السعودية وداو كيميكال حيث اقترنت خبرات الشركتين الكبريين في إنتاج المواد الهيدروكربونية، والتكرير وإنتاج مواد كيميائية ذات قيمة عالية. وجاء هذا التعاون جوهريًا ومهمًا في مرحلة الإنشاء، وهو ما أكّدته الاجتماعات الفردية التي جرت أثناء الجولة بين النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، عبدالرحمن الوهيب، وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة داو كيميكال، أندرو ليفيريس، والمديرين التنفيذيين لشركات المقاولات الإنشائية والهندسية الرئيسة في المشروع. وكانت الجولة قد بدأت بزيارة ست مناطق هي؛ وحدة توليد البخار، ومباني المراقبة المركزية للمنتج الأول، ومرفق التخزين بالتبريد، ووحدة معالجة المواد العطرية، ومعمل تكسير اللقيم المختلط، ومعمل البولي إيثلين المحلول السلسلة1. وقال الوهيب إن اللقاء جاء في الوقت الذي أُنجز فيه أكثر من 90% من مشروع صدارة، اشتملت على مليون ساعة عمل من التخطيط، وتسعة ملايين ساعة عمل من الأعمال الهندسية، و350 مليون ساعة عمل تقريبًا من أعمال الإنشاء. وأضاف: «أشكركم على ما تحقق من إنجاز وما تقدّم في العمل بشكل ملموس منذ آخر زيارة لنا إلى هذا المكان. وحتى أكون واضحًا معكم، فلا يزال أمامنا عمل شاق أكثر صعوبة، في ظل ترقب العالم لما نقوم به. لنستغل قوة الشراكة للوصول إلى خط النهاية، دون أي تهاون فيما يتعلق بالسلامة والجودة». وأضاف: إن تحقيق رؤية صدارة مسؤولية تقع علينا جميعًا في أسرة صدارة. وستحتاج قوة الشراكة هذه إلى تحمل أي طارئ من التحديات المستجدة الكثيرة التي أمامنا. وبما أننا قد أنجزنا أكثر من 90% من المشروع فهذا لا يعني أن 90% من مخاوفنا أصبحت وراءنا، فال10% المتبقية هي التي ستقودنا إلى النجاح الحقيقي أو الفشل. ورافق الوهيب في الجولة من جانب أرامكو السعودية، نائب الرئيس للكيميائيات، وارن وايلدر، وعددٌ من من المسؤولين التنفيذيين في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق. يُشار إلى أن «صدارة» ليست محض مشروعٍ آخر فحسب، بل هي حجر الزاوية في استراتيجية الشركة في التكرير والمعالجة والتسويق، لتصبح لاعبًا عالميًا رئيسًا في مجال المواد الكيميائية، تضيف قيمة إلى موارد المملكة من المواد الهيدروكربونية. وستظهر القيمة الكاملة لمشروع صدارة في آثارها الاقتصادية الهائلة في التجمعات الصناعية ومناطق الصناعات التحويلية وتطور البحوث القائمة على المعرفة والهندسة، وشركات الخدمات المساندة لها. ومن المتوقع أن يوفر مشروع صدارة ما يزيد على 3000 فرصة عمل، بالإضافة إلى توفير فرص اقتصادية في أعمال التصنيع والخدمات التي ستوفر بدورها 15٫000 فرصة عمل أخرى في منطقة الجبيل. وفي ختام الجولة كرّم المسؤولون التنفيذيون في أرامكو السعودية وشركة داو عددًا من المقاولين الذين فاقوا التوقعات من حيث جودة العمل والمواعيد، حيث قدموا لهم جوائز الأداء المتميز. والمقاولون هم: دايو، وديلم، وناصر الهاجري، وغلف آسيا، وكتانة، و«جي سي إس»، و«سي بي آند آي»، و«سي سي إي»، والشركة الوطنية للغازات الصناعية، وليندي جبيل إندستريال جاز. 50 مشروعا جديدا على صعيد آخر، احتفلت شركة مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال المحدودة، مؤخرا، بالموافقة على إطلاق 50 مشروعا سعوديا جديدا. ومن المأمول أن تضيف هذه المشاريع الحديثة قيمة كبيرة وملموسة للمجتمع السعودي بفضل قدرتها على توفير مزيد من الوظائف وتنويع الاقتصاد. وحسب بيان لشركة أرامكو، تمثل هذه المرحلة إنجازا كبيرًا يُضاف بلا شك إلى سجل إنجازات المركز، ففي عام 2011م شهدت مجموعة مشاريع المركز عقد أربع صفقات محققة 22 صفقة حتى عام 2013م ثم بلغ عددها 53 صفقة في الربع الأول من عام 2015م. وأعرب النائب الأعلى للرئيس للمالية والاستراتيجية والتطوير، عبدالله إبراهيم السعدان، عن خالص إعجابه بهذا الإنجاز البارز الذي حققه المركز خلال فترة زمنية قصيرة قائلًا: «تعلِّق الإدارة العليا آمالًا كبرى على هذا المركز». وشجع السعدان على التوجه نحو إقامة ودعم مزيد من المشاريع البنّاءة من خلال تعزيز وجود بيئة مثالية لريادة الأعمال في المملكة. وحضر الحفل نائب الرئيس لتطوير الأعمال الجديدة، معتصم المعشوق، الذي اتفق مع ما قاله السعدان، معربًا في الوقت نفسه عن سعادته بجني ثمار العمل في مرحلة مبكرة. كما عبّر عن شكره وتقديره لإدارة المركز السابقة والحالية وللموظفين المتفانين الذي أسهموا بجهودهم في تحقيق هذه النجاحات. من جانبه أعرب العضو المنتدب لشركة مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال المحدودة، سامي الخرساني، عن امتنانه لدائرة تطوير الأعمال الجديدة على الدعم الكبير والجهود الدؤوبة في مراجعة ودراسة المشاريع للتأكد من قدرتها على تعظيم القيمة المضافة للمجتمع السعودي من حيث التنويع الاقتصادي والاستفادة من التطورات التقنية الحديثة وتوفير فرص العمل. كما أعرب الخرساني أيضًا عن امتنانه لفريق عمل المركز الذين ساعدوا على تنقيح مفاهيم العمل وشاركوا بجهودهم وخبراتهم في توجيه المشاريع، وهو الأمر الذي ساعد كثيرًا في وضع خطط العمل وإجراء الدراسات التمويلية والاستثمارية وعرضها على الإدارة للموافقة. وقال الخرساني: «تعكس خدمات التمويل وعقد الصفقات جانبًا من الخدمات الكثيرة التي يضطلع بها المركز، فقد صَمَّم برامج استشرافية وتنموية في مجالات إعداد خطط العمل، والتوجيه والإرشاد، والاستشارات، واحتضان الأفكار الابتكارية الناشئة التي استفاد وما زال يستفيد منها المئات من رواد الأعمال». واعتبارًا من شهر مارس المنصرم، تركّز الدعم المالي من المركز غالبًا على قطاع تقنية الاتصالات المعلوماتية، بينما تتركّز أغلب الصفقات في تمويل القروض على قطاع الصناعات التحويلية، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي عدد الوظائف التي توفرها هذه المشاريع ما يقرب من 1000 وظيفة منها 500 وظيفة من المتوقع أن يشغلها الاختصاصيون من الشباب السعودي.