صعود المرأة السعودية إلى هيكل الدولة استحقاق وإنجاز يظل تاريخيا بعد أن عبر كثيرا من المطبات الاجتماعية التي لم تكن تعترف بقيمة وأهمية المرأة في الحياة العامة، وذلك للأسف ما وضعها في زاوية تنموية ضيقة تعطلت معها بعض قدراتها الإبداعية والعملية، ولذلك فإن نهج القيادة في توظيف طاقة المرأة كعنصر اجتماعي جدير بالثقة أسهم في تفتيت الرؤية السلبية تجاهها ودفعها الى مواقع أثبتت من خلالها ذاتها وتأكيد قدراتها. نموذج نورة الفايز نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات «سابقا» في العمل العام، يثير الفخر والاعتزاز بتجربة المرأة وما يمكن أن تقدمه وتسهم به، فهي خلال فترة عملها خدمت مجتمعها ووطنها بتفانٍ، وظلّت طوال ذلك تبذل أقصى جهدها من أجل تغيير المعادلة التي تفترض تواضع دور المرأة، هي بذلك أحدثت اختراقا في مسيرة طويلة للمرأة السعودية لاستعادة مفقودات من المزاج الاجتماعي العام، وليس من قصور أو ضعف قدرات. الفايز نجحت بامتياز في اختبار الكفاءة الوطنية للمرأة السعودية، وكانت وستظل عنوانا بارزا ولافتا لما يمكن أن تقدمه المرأة حين تجد الفرصة، وتجربة الاستوزار تعتبر محطة تاريخية لكل سعودية من حقها أن تشارك في صناعة القرار والانتقال بالمجتمع إلى مساحات مستقبلية تفتح مزيدا من الأبواب للمرأة، سواء كان ذلك بقوة دفع من القيادة أو وفقا لإمكانياتها وتأهيلها العلمي والعملي وحصولها على الكفاءة الضرورية لممارسة أي عمل يخدم وطنها. الوطن يحتاج إلى جميع أبنائه، والجندرة عائق حقيقي لا يخدم التطور والتنمية ومشروعات النهضة، ولا أحد أو جهة تكسب من تعطيل المرأة، وحين ذكرت المزاج الاجتماعي فإنما لأؤكد أنه ليست هناك معايير علمية لإقصاء المرأة من المعادلة التنموية الوطنية، في ظل صعود علمي متسارع لها في جميع المجالات ما يهيئها لأن تشارك إلى جانب الرجل وتصل إلى أعلى المناصب التي ينبغي عدم النظر اليها في نطاق تابو لم يعد يتوافق مع مقتضيات العصر وتطور الوطن والمجتمع. الفايز بعد تجربتها الوزارية مهيأة لانتقال مستقبلي لمباشرة أي وزارة خدمية، على أن أفضل نجاحاتها هو تشريف المرأة السعودية في عملها الوطني الرفيع، ذلك يفتح أبوابا ظلت مغلقة على المرأة، وحين يفتح باب فمن المستبعد أن يرتد ليغلق وإنما تدخل منه مزيد من النساء القادرات والمؤهلات لأي عمل يخدم مجتمعهن ووطنهن.. فهل نشكر الفايز على ما قدمت؟ تستحق ذلك ولكننا نمسك عن الشكر لأنها فعلت الواجب وأوفت وكفت ونتوقعها قريبا في موقع آخر يشرّف نساء الوطن ويؤكد جدارتهن الإدارية في المسؤوليات الوطنية. كاتبة