تعلمت مع بدئي العمل في الصحافة الرياضية وأنا طالب في المرحلة الثانوية وقبل نصف قرن وعبر جريدة الرياضة السورية لصاحبها عرفان اوبري المستشار الفني لأمير الشباب الراحل فيصل بن فهد أن أبدأ الخبر أو التقرير بأهم مافيه ثم التدرج في الاهمية، وكلامي اليوم عن حدث هو مالئ الدنيا وشاغل الناس هو احتفاظ فريق النصر بكأس دوري جميل السعودي لكرة القدم. فبعد أن توج العالمي أمس الأول ببطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي أجد لزاماً أن نكيل عليه أوصافاً يستحقها: قوة عظمى وضاربة.. الساحر الثقيل.. طارد الفشل.. صانع الانتصارات.. العملاق الاصفر.. كايد العُزال.. ساحق الآمال.. حليف دوري جميل.. مصاص النقاط.. جلاد الفرق.. القوة الغاشمة.. قبطان المجد.. محتكر القطاف.. مغتصب الدوري عنوة.. الجامعة اللامعة.. الهيمنة المرعبة.. الاوركسترا الذهبية.. برازيل الخليج.. مدرسة الفن والهندسة.. سيد البطولات.. مُحطم المنح والمنع.. كاسر سيوف التحدي. ها هو النصر يعتلي شرفة التاريخ للسنة الثانية على التوالي ولم يكتفِ بالحفاظ على بطولة دوري جميل، إنما حقق (هاتريك) نوعيا هذا الموسم (بتكويشه) ايضاً على بطولتي دوري الناشئين والشباب على مستوى المملكة وباحتكار جميع الفئات، وهذا يؤكد صحة النهج وسلامة الخطوة ويبشر بان القاعدة النصراوية ستترك بصماتها على خارطة كرة القدم السعودية لسنوات طوال وعلى أكثر من بطولة بعد أن عرف وكشف طريق البطولات ورسم خارطة طريق وملامح جديدة لمستقبل اللعبة من خلال إتكائه على مرتكزات قوية. والكل يدرك أن النصر عرف كيف يمسك بخيوط الصدارة هذا الموسم على مدى 24 اسبوعاً من أصل 26، لكن كانت مفردات الأسابيع الأخيرة عاصفة وهزت استقراره ووضعت صدارته على كف عفريت بين نصر متمسك بصدارته وهلال واتحاد معطلين وداعمين وأهلي متحفز ينتظر فزعة الآخرين لعرقلة العالمي، وحينما لجأ الهلال إلى الهدوء وتقريب كأس السم.. انتفض النصر وكشف الفخ وحطم سيوف المنع والمنح بعد نهجه اسلوباً هجومياً ودفاعياً منظماً بعيداً عن المجازفة والمغامرة ليخرج فائزاً بالمباراة وببطولة الدوري. ولا بد أن نُشيد برئيس إدارة النصر الأمير فيصل بن تركي، لأن لديه (كاريزما مغناطيسية) تجتذب الأضواء إن حضر، وتسأل عنه إن غاب وتستفسر عن عودته إذا سافر (كحيلان) تسلل إلى الضمائر والقلوب، صمته أقوى دوياً من صوته، يملك قدرة هائلة على تصحيح المسار والخروج بفريقه (كخروج الشعرة من العجين) من الأزمات؛ لوجود تعاون نديّ وثقة متبادلة بين القائد وجنوده وبراعة في تضميد الجروح، همه كان ومازال أن يرى النصر دائماً في المجد والعلياء وسيواصل مشواره بثبات وأناة إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. وإلى اللقاء.