قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشكيلة حكومته الجديدة مساء اليوم الخميس وتعهد "بالحفاظ على الأمن والسعي من أجل السلام وتطوير الاقتصاد وتضييق الفجوات الاجتماعية". وهذه رابع حكومة لنتنياهو وهي أكثر الحكومات يمينية منذ تسعينيات القرن الماضي. وتأجلت جلسة الكنيست الإسرائيلي لأداء اليمين الدستوري ساعتين بينما كان نتنياهو يخوض محادثات حامية مع أعضاء بارزين من حزبه ليكود بشأن توزيع الحقائب الوزارية. وفاق ليكود التوقعات عندما فاز ب 30 مقعدا في الانتخابات التي أجريت في آذار/مارس مما جعله أكبر قوة في الكنيست. لكن النظام الإسرائيلي متعدد الأحزاب أدى إلى مفاوضات معقدة لتشكيل ائتلاف حيث طالب كل شريك محتمل بعدد أكبر من المناصب الوزارية المهمة. وقبل ساعات من الموعد النهائي استطاع نتنياهو تشكيل ائتلاف يميني ديني من خمسة أحزاب بغالبية بفارق مقعد واحد في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا الأسبوع الماضي. ودعا نتنياهو زعيم المعارضة اسحاق هيرتسوج للانضمام لحكومته والمساعدة في السعي لإدخال إصلاحات انتخابية واسعة كي تتعافى إسرائيل من عدم الاستقرار السياسي مما يعني إجراء انتخابات جديدة كل عامين تقريبا. وقال "نظام حكومتنا يشجع على المطالب المبالغ فيها" من الشركاء المحتملين في الائتلاف. وأضاف "انني اترك الباب مفتوحا لتوسيع الحكومة. بهذه الطريقة لا يمكننا قيادة دولة". وأعلن نتنياهو أنه يحتفظ لنفسه بعدة مناصب تتضمن منصب وزير الخارجية أملا في توسيع الائتلاف في مرحلة لاحقة. وسيبقى موشيه يعالون من حزب الليكود وزيرا للدفاع بينما عين عضو بارز آخر في حزب ليكود وهو سيلفان شالوم وزيرا للداخلية ونائبا لرئيس الوزراء. وعينت في منصب وزير الثقافة امرأة من ليكود ايضا اشتهرت بإعلان آرائها المتشددة وتعرضت لانتقادات قوية بسبب وصفها التدفق المتنامي للمهاجرين الأفارقة الذين يعبرون حدود إسرائيل بشكل غير قانوني بأنهم "سرطان". وفي منصب وزير المالية عين موشيه كاهلون من حزب"كلنا" المؤيد للإصلاحات الاجتماعية واقتصادية من يمين الوسط. وعين أريه درعي من حزب شاس المتطرف وزيرا للاقتصاد. بينما عين عضوان من حزب البيت اليهودي المؤيد للمستوطنين وهما نفتالي بينيت وزيرا للتعليم وايليت شاكيد وزيرة للعدل. وقاطع أعضاء الكنيست من ائتلاف القائمة الموحدة للأحزاب العربية نتنياهو وتركوا الاجتماع اثناء إلقاء كلمته. وانتقد هيرتسوج الوزارة باعتبارها "سيرك" و"حكومة انتزاع ما يمكن انتزاعه" متهما نتنياهو بالازعان لمطالب شركائه فى الائتلاف الحكومى.