نوه وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، بالمستوى المتميز للعلاقات التي تربط المملكة العربية السعودية بجمهورية كازاخستان، مشيرًا إلى أنها حظيت منذ تأسيسها في العام 1994م بدعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وفخامة الرئيس نور سلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان، وشهدت تبادلا للزيارات والوفود الرسمية على أعلى المستويات. ودعا الربيعة في كلمته خلال افتتاح منتدى الأعمال السعودي الكازاخستاني أمس، الذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع هيئة تنمية الصادرات السعودية ومجلس الغرف السعودية في فندق ريكسوس بريزدينت في العاصمة الكازاخستانية (أستانا) بمشاركة وفدي البلدين من الجانبين الحكومي والخاص إلى ضرورة الاستفادة والبناء من هذه العلاقات من أجل تحسين مستوى التبادل التجاري والاستثماري والاستفادة من مناخ العلاقات السائدة والاتفاقية المبرمة، عادًا مستوى التبادل التجاري الحالي الذي لم يتجاوز 82 مليون ريال في العام 2014م، رقما لا يكاد يذكر بالنظر لما يمتلكه البلدان من إمكانات وفرص هائلة في المجالات كافة. وأثنى الدكتور الربيعة على الإمكانات الاقتصادية والمالية للبلدين الصديقين وما يوفره ذلك من فرص حقيقية للتعاون في ظل العلاقات المتميزة والقائمة حاليًا بين البلدين وفي ظل توافر العديد من الاتفاقيات التي تحمي وتنظم الاستثمارات في كلا البلدين. وبين أن زيارته الحالية على رأس وفد حكومي وتجاري كبير يتجاوز 150 شخصا من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة يؤكد رغبة المملكة في توسيع تعاونها المشترك والقائم وإيمانها بوجود فرص عديدة لتحقيق تطلعات قيادتي البلدين الصديقين. ورأى وزير التجارة والصناعة أن البلدين قد أرسيا علاقات راسخة وتمثل ذلك في التمثيل الدبلوماسي وإنشاء لجنة حكومية مشتركة عقدت 4 لقاءات سابقة بالتناوب بين البلدين وإنشاء مجلس للأعمال المشترك، مفيدا أن ذلك يعد مؤشرًا على وجود قناعة حقيقية بضرورة حل أية إشكالات تمنع من زيادة التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين خاصة في قطاعات البتروكيماويات والصناعة والتعدين والهندسة والإنشاء ومواد البناء والتعمير والبنية التحتية وقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والتعليم والزراعة والأغذية. من جانبه، رحب وزير الاستثمار والتنمية بجمهورية كازاخستان أسيت اسيكشيف بزيارة الوفد السعودي لبلاده التي تأتي في إطار تعزيز العلاقات القائمة بين كازاخستان والمملكة، مؤكدًا أن للبلدين قدرات اقتصادية هائلة لم تستغل بعد ويمكن للقطاع الخاص في البلدين العمل والاستفادة من ايجابية العلاقات بينهما. ونبه إلى أن بلاده مهتمة بشكل خاص لتعزيز تعاونها مع المملكة عبر القطاعين العام والخاص في مجالات الزراعة والبتروكيماويات والتعدين والصيدلة والصناعات الغذائية، لافتًا إلى أن البرنامج الاقتصادي الذي تضمنه البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس نزارباييف يتضمن العديد من الإصلاحات والرغبة في تعزيز التعاون مع البنك الإسلامي للتنمية والصناديق الحكومية لتنفيذ مشروعاتها في بلاده. بدوره عبر رئيس مجلس الغرف السعودية الدكتور عبدالرحمن الزامل، عن رغبة القطاع الخاص السعودي في تعزيز تعاونه مع نظيره في كازاخستان والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يوفرها الاقتصاد الكازاخستاني في عدد من المجالات. وأوضح الزامل أن القطاع الخاص السعودي يمكن أن يقوم من خلال مجلس الأعمال المشترك بدور كبير في تعزيز التعاون في الفترة القادمة، وقال «إنه لو أمكن حل المعوقات التي تحول دون سهولة نقل القمح إلى السوق السعودي لكن ذلك انجازا كبيرًا». وبين أن القطاع الخاص السعودي مهتم بالتعاون مع نظيره في كازاخستان في المجال الصناعي وخاصة البتروكيماويات، معربًا عن تطلعه لمشاركة القطاع في تطوير الصناعة بشكل عام في كازاخستان. ورأى أن هذين المجالين سيسهمان في حال تحقيقهما في رفع مستوى التبادل التجاري والاستثماري القائم. وكان منتدى الأعمال السعودي الكازاخستاني في أستانا قد بدأ بكلمة لنائب رئيس مجلس الإدارة للوكالة الوطنية للتصدير والاستثمار خيرات كارمانوف عبر فيها عن سعادته بانعقاد المنتدى في بلاده ومشاركة هذا العدد الكبير من ممثلي الجهات الحكومية والقطاع الخاص السعودي. وأفاد أن ذلك يؤكد وجود رغبة حقيقية من كلا البلدين لتعزيز تعاونهما في الفترة المقبلة وتسخير الإمكانات الاقتصادية الكبيرة في البلدين لتنمية وتعزيز التعاون القائم. وشهد الملتقى تقديم عدد من العروض من الجانبين السعودي والكازاخستاني تناولت الفرص المتاحة للتعاون والمزايا الاستثمارية التي يتيحها اقتصادا البلدين الصديقين والتسهيلات التي تقدمها الجهات الحكومية والخاصة لدعم المشاريع في كلا البلدين. وسيتم في نهاية المنتدى الذي يعقد في أستانا على مدى يوم واحد عقد لقاءات ثنائية بين ممثلي الجهات الحكومية والخاصة لتبادل المعلومات والتعارف بينهم.