دشن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الإمارات العربية المتحدة الدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر، أمس الأول، في الصالون الثقافي لجناح المملكة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته ال 25، كتاب «سلمان بن عبدالعزيز.. وفاء في القيادة.. وعزم في الإرادة» للمؤلف الدكتور صالح بن حمد السحيباني الملحق الثقافي السعودي في الإمارات، بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين، يتناول سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وخطابه، وبصيرته والتنوع الثقافي، وجوهره الإنساني وفلسفته - أيده الله -، وإستراتيجية التعليم، والحكمة في قيادته، والوفاء والعطاء، والملك سلمان والدبلوماسية الثقافية. وفي ندوة بعنوان "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والدبلوماسية الثقافية" التي دشنها الدكتور البشر بمقر الجناح السعودي في المعرض، احتفاء بتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، وبحضور عدد من المثقفين والإعلاميين، أكد الدكتور البشر أن حصيلة 6 عقود من التجارب والمواقف الإنسانية والخيرية والإدارية والثقافية والتاريخية، جعلت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله شخصية حاضرة على مستوى الأصعدة، تميز بقربه من المواطن والمسؤول، واستطاع منذ توليه مقاليد الحكم السير على النهج الذي سار عليه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -، وذلك كان حاضراً في أول كلمة وجهها -حفظه الله- بعد اعتلائه سدة الحكم. وقال سفير المملكة بالإمارات في الندوة التي أدارها المشرف العام على القناة الثقافية السعودية عبدالعزيز العيد، بمشاركة الملحق الثقافي السعودي في الإمارات الدكتور صالح بن حمد السحيباني، ومدير الشؤون الثقافية بالملحقية الدكتور محمد المسعودي، إن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله - يحمل رؤية مستقبلية مليئة بالتوجهات المتزنة والطموحات المستقبلية التي تصل بالمواطن والوطن إلى مستوى أرقى معيشياً واقتصاديا، يحمل بعداً تخطيطياً إستراتيجيا، ويجعل من بناء المواطن وتنميته هاجساً كبيراً، مشيراً إلى أن الملك سلمان هو الملك "المثقف" الذي يقرأ بتمعن وسرعة، ويقرأ ما يقع تحت يده - حفظه الله -، حيث له أسلوبه الخاص في القراءة. وأكد أن الفكر الثقافي والمتحضر سمة لازمت خادم الحرمين الشريفين في مواعيده الدقيقة، وكثرة إطلاعه، وتميزه بقراءة خاصة في الكتب، والمعاملات التي ترد إليه من كل مكان وبقراءة سريعة. وأفاد البشر بأن خادم الحرمين الشريفين محاور بارع، يستطيع أن يخرج بنقاش هادف مع أي شخصية كانت، بالإضافة إلى إلمامه بالخلافات الفقهية، والاستفسارات التاريخية، وعلمه الجيد بأهمية فهم الدين والاهتمام بالوقت والعمل والإطلاع في بناء الشخصية المعتدلة. وأكد الدكتور السحيباني في ورقته التي حملت عنوان "الملك سلمان.. ودبلوماسية الثقافة" على الرؤية التي ينتهجها الملك سلمان، إضافة إلى خبرته الواسعة في بناء دبلوماسية ثقافية، أهلته بشكل فريد في قيادة المملكة نحو المستقبل، متمتعاً بالذكاء السياسي، والإطلاع الثقافي، والانتظام في أداء الأعمال، واحترامه للوقت، والتنوع المعرفي الذي تشهد عليه مكتبته المنزلية - حفظه الله - التي تشمل ما يزيد على 60 ألف مجلد تغطي 18 ألف عنوان في قراءات الدين والتاريخ والسياسة والاقتصاد وعلم الأنساب والاجتماع، مشيراً إلى أن اختيار الملك سلمان بن عبدالعزيز مع أحد عشر زعيماً عالمياً، كأحد الزعماء الأكثر تأثيراً في العالم لعام 2015، لم يأت إلا لأنه يتمتع بحنكة استثنائية، تؤهله بشكل فريد لقيادة المستقبل، الذي بدأت ملامحه أكثر دبلوماسية وانفتاحاً على العالم، ما يجعلها مقبلة على مرحلة مهمة وجديدة، مؤكداً أهمية انعكاس هذه المرحلة في بناء خطوة قادمة من الدبلوماسية الثقافية وصولاً لجميع أنحاء العالم. وأشار إلى الدبلوماسية الثقافية التي يتبناها - حفظه الله - منذ أن كان أميرًا للرياض، مستشهداً بمعارض المملكة بين الأمس واليوم، وصولاً إلى مشاركات المملكة في معارض الكتاب الدولية، وهي الرسالة الثقافية التي تحملها هذه المعارض للمملكة نحو العالم، لتؤكد للشأن الثقافي العالمي أن خادم الحرمين الشريفين رجل ثقافة وعلم، وهو ما يجعلنا أمام مسؤولية تحقيق هذه الرسالة لرفعة شأن الوطن ثقافياً ونشر عطائه الفكري والثقافي. من جهته، أوضح الدكتور المسعودي في ورقته التي حملت عنوان "الدبلوماسية الثقافية في الخارج" أن المملكة ورثت هماً وحمولة حضارية عظيمة استشعرت عظم المسؤولية، وأمانة التاريخ، فتجلى الوعي بقيمة الدبلوماسية الثقافية في الخارج، وضرورة العناية بها في عدد من الممارسات، من خلال دعم كثير من هيئات الثقافة وتأصيل يومٍ عالمي للغة العربية الذي أقر دولياً من اليونسكو في 18 من شهر ديسمبر من كل عام، بالإضافة إلى خدمة المملكة في تعليم العربية لغير الناطقين بها خارج المملكة، حيث قامت المملكة بجهود كبيرة في سبيل نشر الدعوة الإسلامية وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، فأنشأت المعاهد والكليات وكذلك أسهمت في إنشاء بعض الجامعات والمعاهد في عدد من الدول العربية والإسلامية، كما أنشأت عددا من الأكاديميات الإسلامية في بعض دول العالم. وقال المسعودي: كان للجوائز السعودية المتنوعة تحفيز نحو الإبداع، وقاسم مشترك بين جميع الأمم والثقافات، وهناك جوائز سعودية دولية من أشهرها جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة، كما تقوم بعض المؤسسات الثقافية بمنح جوائز سنوية في مجالات ذات صلة باللغة العربية، كجائزة (شاعر عكاظ). وأفاد الدكتور المسعودي بأن الكراسي الدوليّة والمراكز العلمية والمعارض الثقافية جعلت للمملكة حضوراً واسعاً، بجانب الدور الذي تقوم به الملحقيات الثقافية السعودية المنتشرة في العالم من دور أكاديمي وثقافي. جانب من الندوة