هناك من قزّم الهلال وجعل من كيانه الكبير مسخا أكبر همه الفوز على النصر وتحقيق بطولة وهمية يعيش من خلالها وهم الانتصار، واستبدل الطموح الكبير له بتحقيق البطولات الحقيقية إلى انتصار بثلاث نقاط. من تابع التصريحات المتوالية للاعبي ومحترفي الهلال وإدارته وإعلامه وجماهيره يجد أن هيبة الهلال توارت ولم يعد لها وجود، بعد ما اُستبدلت الآمال وتغير الطموح. ديربي اليوم يحمل في جوانبه الكثير من التناقضات المحزنة والمفرحة؛ مفرحة للنصراويين الذين يطمحون من انتصارهم اليوم تحقيق الخطوة الأهم للفوز ببطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي والاقتراب كثيرا لحسمه. ومحزن لأن الهلاليين يحاولون إنقاذ فشل موسمهم وإطفاء غضب جماهيرهم بالانتصار على النصر وتحقيق النقاط الثلاث التي لن تسمن ولن تغني من جوع، ولن تقربهم حتى من المركز الثاني. النصر يخطط لما هو أبعد من ذلك، يحاول تأكيد تميزه وتفرده بالصدارة بالفوز على الغريم وتحقيق نقاط تثّبت أقدامه بالصدارة وتقربه كثيرا من اللقب. الإعلام الموجّه قتل طموح الهلال، وجعل منه هلاما لا يستطيع مجاراة الواقع القوي الذي تعيشه الأندية في دوري جميل، والهلامية من الصعب التحكم بها ما لم تجد من يحولها إلى واقع ملموس، وهذا في الوقت الحالي على الأقل، صعب في ظل المعطيات والواقع المرير الذي يعيشه النادي. لاعبو النصر أمامهم مهمة صعبة؛ الصعوبة ليست بالهلال، وإنما بالفكر المحفز للاعبين وما يقف خلفهم من انتفاضة إدارية وأخرى إعلامية وشرفية جعلت من هذه المباراة بالنهائي دون تتويج. لاعبو النصر يدركون أنهم أمام تحدّ قوي، ويجب العمل على إبطال المفاجأة الهلالية التي تدفعها الرغبة الجامحة لإهداء الدوري لفريق الأهلي. تقزيم الهلال من لاعبين لا يملكون احترام فريقهم، وشعاره مثل ناصر الشمراني والبرازيلي نيفيز اللذين أكدا في أكثر من مناسبة (مصورة) أنهما سيهديان اللقب للأهلي في خطوة الأكثر إيلاما للجماهير الهلالية التي باتت أمام واقع لاعبين لا يحترمون تاريخ وواقع فريقهم الكبير. ديربي اليوم مختلف بكل شيء؛ جماهيريا، وفنيا، واعلاميا، وتنافسيا. رغبة نصراوية لتأكيد عودتهم الكبيرة أمام الهلال في آخر خمسة لقاءات فاز بثلاثة وتعادل بواحد وخسر واحدا. وجموح هلالي يريد من خلاله مسح الصورة الهزيلة التي ظهر بها هذا الموسم. ميزان القوى بين الفريقين أقرب إلى التفوق النصراوي فنيا وعنصريا، ويتفوق الهلال بالجانب النفسي بعد تأهّله آسيويا وخروج النصر من ذات البطولة وسط سخط جماهيري. أجزم بأن لقاء اليوم، سيقدم صورة جميلة لواقع الكرة السعودية لمكانة الفريقين بالدوري وقدرتهما على تقديم الأفضل والأجمل دائما، مهما كانت الظروف المصاحبة لهما. في أسوأ حالاتهما، يقدم الفريقان مباراة ممتعة عنوانها الإثارة والندية، ولن تقف كل المؤثرات السلبية أمامهما، ويقف خلفهما جمهور كبير يساند ويحرك كوامن اللاعبين داخل المستطيل الأخضر. من يكون الهدوء صاحبه، ستكون نقاط المباراة أقرب إليه، الهلال ليس لديه ما يخسره ويلعب للتاريخ، والنصر يريد مواصلة مشواره نحو اللقب.