الأسبوع المقبل سيكون هو أسبوع الحسم في دوري جميل للمحترفين، وتحديدا يومي 10 و15 مايو، حيث تُقام مباريات الجولتين الأخيرتين في توقيت واحد، ونظرا لصعوبة الموقف في تحديد هوية بطل الدوري وإقامة مراسيم التتويج بشكل يليق بدوري جميل، وجد الاتحاد السعودي لكرة القدم مخرجا لهذا المأزق بتجهيز كأسين لدوري جميل في إستاد الملك فهد بالرياض (الدرة) في مباراة النصر والشباب، وفي إستاد الملك عبدالله (الجوهرة) بجدة في مباراة الاهلي والاتحاد، وباختصار فإن خلاصة الدوري تكمن في نتائج النصر مع الهلال والشباب بالرياض، والاهلي مع التعاون والاتحاد في جدة، ومن حق الجمهور الاهلاوي أن يمني نفسه بتعادل النصر مع الهلال أو الشباب ليحتفل مع فريقه بدوري جميل في ملعب الجوهرة المشعة، وكذلك الحال بالنسبة للجمهور النصراوي الذي يأمل أن يتعثّر الاهلي إما بالتعادل أو الخسارة من التعاون أو الاتحاد، وإن كان الدوري أقرب للنصر بحكم فارق النقطتين عن ملاحقة الاهلي، وفي حال فوز النصر بمباراتيه أمام الهلال ثم الشباب، فانه سيحتفظ بلقبه كبطل لدوري جميل للمحترفين ويبقى الأهلى وصيفا. أتحدث عن المتصدر النصر أولا الذي خسر كأس السوبر أمام الشباب في بداية هذا الموسم، ثم خرج من الدور نصف النهائي من مسابقة كأس ولي العهد على يد الاهلي، ثم خرج من دوري المجموعات في دوري ابطال آسيا يوم الاربعاء المنصرم بعد خسارته من لخويا القطري وخسر معه نجم دفاعه عمر هوساوي، وقد يلحق به المهاجم الأورجوياني فابيان في حال صدور قرار إداري بحقه على إثر اعتدائه بالضرب على لاعب لخويا القطري تاي هي، وكان النصر قد افتقد إلى نجمي الوسط إبراهيم غالب وأحمد الفريدي لتعرضهما للإصابة بالرباط الصليبي في مباراتي لخويا القطري وبيروزي الايراني، لذلك لم يبق أمام النصر سوى بطولة دوري جميل وكأس خادم الحرمين الشريفين، ولا يريد جرحا رابعا وربما خامسا، ويخرج من الموسم بخفي حنين، وأصبح وضعه الفني والمعنوي في أسوأ حالاته عقب الإخفاقات المتكررة، وفي مراحل الحسم الاخيرة، وتصدّره لدوري جميل ل 21 أسبوعا لن يمنحه اللقب، والبطولة وقد تذهب للاهلي في جولتي الحسم الأخيرتين، خصوصا وأنه يلعب أمام قطبي الرياض الهلال والشباب. الأهلي قدم موسما استثنائيا؛ وفاز بكأس مسابقة ولي العهد وتأهل الى دور الستة عشر متصدرا لفرق مجموعته قبل الجولة الاخيرة من دوري ابطال آسيا، ويطارد النصر من الجولة الحادية عشرة، وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر حتى الآن، وراهن الكثيرون على عدم مواصلته في حصد النقاط وملاحقة المتصدر، خصوصا وبعد إصابة هدافه السوري عمر السومه إلا أنه واصل بضرب كل من يقابله بالثلاثة والأربعة والخمسة، لأنه يملك مدربا عظيما وهو السويسري جروس الذي لا يعرف طعم الخسارة ويكره الهزيمة، وقد زرع ثقافة الفوز في نفوس لاعبي فريقه، وبات فريقه قريبا من تحقيق الحلم الذي طال انتظاره ثلاثة عقود بسبب فقدان لاعبي الاهلي لثقافة الفوز في مواسم كان هو الأجدر بالفوز ببطولة الدوري، ولولا نظام المربع الذهبي (الغبي) الذي حرمه من الدوري ثلاث مرات مواسم 1412 و420ا و 1421ه، وليس أمام الاهلي سوى الفوز على التعاون والاتحاد، ليحقق دوري جميل في حال تعثّر النصر، وهو متوقع، نظرا لظروفه الصعبة. فهل سيكون التتويج في ملعب الدرة أم في ملعب الجوهرة المشعة؟ وهل سيكون الشباب (كوشة) للفرح النصراوي العالمي، أم الاتحاد (كوشة) للفرح الأهلاوي الملكي؟ بعد فوز الشباب بدوري زين للمحترفين، حقق الفتح معجزة بفوزه بدوري زين في الموسم الذي يليه، وفي الموسم الماضي فاز النصر بدوري جميل للمحترفين بعد منافسة حامية الوطيس مع غريمه الهلال، وفي هذا الموسم دخل الاهلي الملكي منافسا قويا للنصر للفوز بدوري جميل للمحترفين، وبلاشك فإن تعدد الابطال والمنافسين تضيف للدوري السعودي خصوصية وإثارة وقوة، لا سيما إذا استمرت المنافسة حتى الجولة الاخيرة من عمر الدوري، مما يضفي للجمهور الرياضي الكثير من المتعة والمشاهدة الذي سحب المنافسة من المستطيل الاخضر إلى الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي، وساهمت البرامج الرياضية في القنوات الفضائية إلى زيادة مساحة الاثارة، مما أدى إلى احتقان الشارع الرياضي وممارسة الجمهور ما يسمى (الطقطقة) والاسقاط على الاندية المنافسة؛ بألفاظ وعبارات، تجاوزت الخطوط الحمراء، والمفروض أن ينتهي كل شيء بعد نهاية المباراة، ومن أمن العقوبة أساء الادب، ويكفي أن دورينا جميل، ويحمل هذا الاسم، وكن جميلا ترى الوجود جميلا، في الوقت الذي ترى فيه فرقا لا تنافس، وإنما شغلها الشاغل وهمها الاول تعطيل فريق منافس، وحرمانه من البطولة، وتعتبر فوزها بطولة يتفاخرون بها، ووجودهم في الدوري كالأطرش في الزفة .