خرج الآلاف إلى شوارع باريس واحتشدوا في شارع الشانزليزيه بوسط العاصمة الفرنسية للاحتفال بالذكرى السبعين للاستسلام غير المشروط لألمانيا النازية والذي وضع نهاية للحرب العالمية الثانية، فيما أحيا البرلمان الألماني ذكرى الاستسلام غير المشروط لألمانيا النازية. وأشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في كلمة له في قصر الإليزيه امس الجمعة بذكرى المقاومة الفرنسية قائلًا: إن المبادئ التي طبعها التاريخ ما زالت ذات صلة. وأضاف: «إن انتصار الثامن من مايو لم يكن انتصار دولة ضد أخرى، ولكنه كان انتصار لفكرة مثالية على ايديولوجية استبدادية». وبعد أن غادر قصر الاليزيه زار هولاند بعد ذلك تمثال شارل دي جول الذي قاد الحكومة الفرنسية في المنفى خلال الحرب العالمية الثانية. من جهته أحيا البرلمان الألماني امس الذكرى السبعين للاستسلام غير المشروط لألمانيا النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية، معترفًا بأن الرايخ الثالث يتحمل مسؤولية جلب الدمار لأوروبا. ودأبت ألمانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية على انتقاد نفسها بقوة وكثيرًا ما كانت تؤكد أن هزيمتها عام 1945 كانت بمثابة نعمة لها. وقال نوربرت لامرت رئيس البرلمان الألماني (بوندستاج): «كان الثامن من مايو يوم تحرير للقارة الأوروبية ككل». وأضاف: «نحن اليوم ننعي ضحايا حملة الابادة الجماعية غير المسبوقة ضد أمم وشعوب أخرى وضد الشعوب السلافية ويهود أوروبا». وهاجم لامرت الشعب الألماني لدعمه الديكتاتور أدولف هتلر حتى النهاية مضيفًا إن المحاولات الفاشلة التي قام بها قلة من الألمان لاغتيال هتلر هي واجبة التبجيل. وفي كلمة مهمة أمام البرلمان حث هنري أوجاست وينكلر وهو مؤرخ ألماني بارز الألمان على أن يولوا اهتمامًا أكبر بالفظائع التي ارتكبها النازيون خلال الحرب والتي لا تعرف على نطاق واسع مثل المذابح في منطقة ديستومو اليونانية ومنطقة مارزابوتو الايطالية. وقال: «ليس هناك أي مبرر لنسيان الالتزامات الأخلاقية الناجمة عن ذلك». وفي الأسابيع الأخيرة أعادت أثينا فتح الملف الخاص بالمطالب للحصول على تعويضات من ألمانيا. وتقول حكومة المستشارة الألمانية: إن المطالب اليونانية جرى تسويتها في نهاية المطاف من خلال اتفاق ثنائي عام 1961. وحضرت المستشارة انجيلا ميركل إلى جانب مسؤولين آخرين بارزين المراسم. انهى استسلام ألمانيا النازية الحرب العالمية الثانية في أوروبا ولكن الصراع استمر في آسيا حتى آب/اغسطس 1945، وأسفرت الحرب العالمية الثانية عن مقتل ما يقدر بستين مليون شخص في مختلف أنحاء العالم. واندلعت الحرب عندما دخلت قوات هتلر بولندا في أيلول/سبتمبر 1939 وانتهت رسميًا عندما وقع المارشال الألماني فيلهلم كايتل على وثيقة استسلام في منتصف الليل في مقر الجيش السوفيتي في برلين.