لا مستحيل في قاموس الطامحين، ولا يأس في أجندة المبدعين، ولا شوك في طريق الإنجاز لمن صمم وخطط وبصم بالعشرة في تحويله لورد يلتف حول الأعناق ذهبا وفضة وبرونز. ضعف الإمكانات ليس عائقا لتحقيق الأهداف الكبيرة، والتجاهل الإعلامي بكافة وسائله ليس سببا في تثبيط عزيمة الأبطال، فالنجوم تتلألأ في السماء رغم الظلام. أثقال نادي الترجي بالقطيف هي كتاب مفتوح لمن أراد أن يعرف فصول الإرادة ومعنى الريادة والقفز على مطبات الحرمان في الإمكانيات والاهتمام، وتخطي الصعاب بشعار الوطن لرفع رايته في عنان سماء أكبر قارات العالم. غادرت بعثة الترجي للأردن بصمت؛ للمشاركة في البطولة العربية والآسيوية، وعادت بصخب الإنجاز المحمل بالذهب والتفوق والفوز بالألقاب، ورغم أننا نعيش اهتمام اللجنة الأولمبية بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد المنفتح والداعم للألعاب الفردية؛ لأنها الحصان الأسود في الاستحقاقات الأولمبية القارية والدولية، إلا أنني صدمت من الإهمال الإعلامي لهذه الألعاب مهما كان حجم المنجز. نحتاج إلى انتفاضة إعلامية رياضية حقيقية تتواكب مع طموحات وعمل اللجنة الأولمبية أولا، ونفض سبات النوم على وسادة كرة القدم فقط بحجة المتابعة الجماهيرية والإثارة، وما نسمعه من أسطوانة مشروخة اعتدنا عليها منذ ما يقارب ربع عقد من الزمان. الاهتمام بالألعاب الفردية ضمانة لتواجد سعودي مقنع في الأولمبياد، وإذا أهمل هذا الاهتمام -بقصد وبدون قصد- إعلاميا بكافة فروعه ووسائله، فإنه من المعيب جدا أن يفرد هذا الإعلام عضلاته في حالات الإخفاق القاري والدولي، والغريب أننا نجد الجفاء في حالة التفوق لهذه الألعاب، والقسوة في حالة الإخفاق حتى الذي لا يعرف اسم اللعبة أصلا يسل سيفه من غمده ويبدأ في عبثية الكتابة بحبر لا يفقه اللعبة، ولم يدر لها بالا لا في حالة الإنجاز ولا في حالة الدعم والمتابعة على مدار الموسم الرياضي. أعود لأثقال الترجي أبطال العرب وآسيا، الذين عادوا محملين بأطناب الذهب وروعة الإنجاز من الأردن، ليترجموا اهتمام ومتابعة سمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، الذي راهن وما زال يراهن على تفوق الألعاب المختلفة والفردية لأندية الساحل الشرقي، فهو لا يفوت فرصة في تجمع رياضي إلا ويركز على تفوق أندية المنطقة في هذه الألعاب، ويطالب بدعمها والوقوف معها ماديا ومعنويا. يا سمو الأمير، لقد ترجم أبناء القطيف أمنيتكم ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى الآسيوي وباكتساح، وهم يهدونك هذا الإنجاز نظير اهتمامك ومتابعتك لهذه الألعاب المنسية عبر الإعلام. سلمان الجشي وإحسان الجشي شكرا لكما، فقد جعلتما كلمة مستحيل غائبة في أجندة أثقال الترجي، الذين رفعوا اسم المملكة عاليا في سماء المحافل القارية والدولية.