إن المتأمل منا لحال الأمة قبل عاصفة الحزم وخاصة العاملين للإسلام من شباب الأمة المتوقد بالحماس للدين والحرص على البذل في سبيله بالغالي والنفيس والغيرة منهم على أن لا يستنقص أو يستضعف أو يهان على أي مستوى ومن أي مصدر.. ومن ذلك الواقع والشعور الطبيعي لأي مؤمن ينتمي إلى هذا الدين العظيم.. فقد وجد من يستغل تلك المشاعر وتوظيفها لمصالح أعداء الأمة والدين واستقطاب أذهان الشباب لأمور مخالفة للمنهج الصحيح وتوجيه ذلك الحماس من منطلق العاطفة مستغلين قلة العلم عند بعضهم إلى الذهاب لأماكن الصراعات باسم الجهاد في سبيل الله!! ومن ثم تجنيد بعضهم ليعودوا إلى بلادهم قنابل موقوتة، يقتلون إخوانهم المسلمين أو يتمردون على أوطانهم وولاة أمورهم للسعي إلى نشر الفساد والفرقة بين الشعوب المسلمة وإحداث الفتن والفوضى باسم الدعوة إلى الله والإصلاح زعموا!! فمن محاسن عاصفة الحزم.. أنها جاءت في الوقت الذي تظهر فيه تلك الظاهرة على الساحة العربية بين شباب المسلمين المتوقد بالحماس للدين والمستغل من قبل تلك التنظيمات المشبوهة كداعش وجبهة النصرة والقاعدة وأمثالها التي تحاول أن توظف ذلك في خدمة مصالحها وأهدافها لقطع ذلك العِقد المنتظم بين الحاكم والمحكوم لينفرط وتتساقط خرزاته وجواهره الثمينة مخلفة الفتن والفوضى والدمار!! لقد جاءت تلك العاصفة المباركة لتحل في مكانها المرموق وتسد الباب على من انتهز المكان ليحل فيه بغير حق ولا علم.. بفضل الله عز وجل ثم بجهد ملكنا سلمان الحزم.. سلمان العزم.. خادم الحرمين الشريفين -أيَّده الله- ورجاله المخلصين، جاءت هذه العاصفة لصد الأعداء المتربصين وإفشال أمر هذه الأيدي الخفية التي تعبث بذلك العقد وتحاول قطعه بالعبث بعواطف شباب الأمة والتغرير بهم. وجاءت هذه العاصفة ايضا لتشفي صدور المؤمنين في شرق الارض ومغاربها وتذهب غيظ قلوبهم وتعيد الأمل إلى القلوب وتمتص ذلك الحماس المنفرط وتضعه في القالب الصحيح له بكل صدق محاولة جاهدة لإكماله بما يرضي الله. وكأن لسان حال هذه العاصفة المباركة يقول: إن الأمة بخير وأنها لا تحتاج لوصي عليها فهي مازالت تنعم بالحياة برجال مؤمنين موحدين يجتمعون على الحق وينصرون دين الله وفق ما أمر الله به ورسوله من إعداد وقوة وحزم وتحيّن للفرص تحت راية واحدة وامام مؤمن بعد ان اتفق مع اخوانه من حكام المسلمين فاجتمع هدفهم ورأيهم.. فهم بحول الله وقوته من يصنع القرار بعد توفيق الله في مثل تلك المحن والأمور المصيرية للأمة مراعين فيها المصالح والمفاسد بجهاد شرعي، بعيدا قدر الإمكان عن التدخل العسكري الأجنبي إلا ما كان من الضرورة في قياسهم ومعرفتهم.. مستقلين فيه بالإسلام والعروبة، فهم من يتخذ القرار وليس غيرهم ممن ليس لديه الدراية وليس له الحق في ذلك من الجماعات والفرق والأحزاب المشبوهة التي طال شرها وجهلها العباد والبلاد!!. فاليوم ولله الحمد نشاهد الأقنعة تتساقط عن الوجوه والدهشة قد ظهرت على وجوه المشككين والهلع قد تبين في تناجي المتربصين يحسبون كل صيحة عليهم.. فلله الحمد والمنة أن أظهر لنا تلك العاصفة وبارك فيها. فقد أيدها وفرح بها كل من في قلبه محبة للإسلام وأهله، بل أيدها عقلاء العالم وساستها، وسوف تكون بحول الله وقوته نقطة تحول لكثير ممن استهوته تلك الدعوات والأبواق الزائفة للعودة إلى الحق والثقة بالله، وستكون بإذن الله رادعا لكل طامع في عقيدتنا ومقدساتنا وبلادنا العربية والإسلامية.. «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون». قال تبارك و تعالى: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» فعلا عاصفة الحزم.. حازمة، فقد حزمت وحسمت الكثير من المغالطات، وصدت المد الفارسي الصفوي الذي يريد ابتلاع البلاد العربية وتمزيق الأمة الاسلامية بمطامعه التوسعية وعقيدته الطائفية المخالفة لمبادئ الاسلام وأصوله.. أسأل الله أن يديم علينا أمننا وايماننا وان يحفظ ولاة امورنا ويوفقهم لما فيه عز الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض.. وأن يدحر ويخزي بهم أعداء الملة والدين وينصرهم وينصر بهم عباده المؤمنين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ببقيق