تعنى الحدائق والمتنزهات باهتمام كبير في جميع المناطق والمحافظات كونها متنفسا للأسرة وغالباً تكون الألعاب مناسبة لجميع الأطفال، وعندما تزور أي حديقة تشاهد الابتسامة على وجوه الأطفال، ولفت انتباهي في إحدى الحدائق عائلة مع طفلتهم من ذوي الإعاقة الحركية تبلغ من العمر عشر سنوات لا يبدو عليها أثر السعادة ! فأخذني الفضول لسؤالها: لماذا لا تبتسمين ..؟ فكان جوابها: أنا أخرج من المنزل إلى المتنزهات والحدائق دون بهجة، حيث لا توجد لعبة واحدة تناسبني لأني مقعدة وعلى كرسي متحرك، أنظر إلى الأطفال يلعبون وأتمنى في يوم مشاركتهم، فتضطر والدتي لوضعي في حجرها كي لا أقع أرضاً وأكون محرجة أمام الناس والجلوس بهذا الشكل المؤلم لأني من ذوات الصلب المشقوق، لذا لا استمتع باللعب. ومع تزايد معدل الإعاقة في المجتمع بات من الضروري تهيئة الحدائق والمتنزهات لدمجهم اجتماعياً فلا يكاد يخلو حي إلا وتجد به حديقة أو اثنتان تزهوان بالمسطحات الخضراء ومزودان بمختلف الألعاب، لم تفكر الأمانة في إنشاء ألعاب تناسب الأشخاص من ذوي الإعاقة ليسعدوا كغيرهم من الأطفال. وقضية الإعاقة ليست فردية أو أسرية وإنما قضية مجتمعية تتطلب تدخلاً ومشاركة من جميع المؤسسات والقطاعات العامة والخاصة للحد من آثار الإعاقة. وعلى سبيل المثال دولة الإمارات وضعت إستراتيجية مدتها سنتان تبدأ في مطلع 2014م، وتنتهي في 2016م يكون بموجبها جميع المتنزهات والحدائق مهيأة لهم من ممرات وألعاب تناسب جميع الإعاقات. أتذكر في رمضان السنة الماضية أن أمانة جدة قد أعلنت عن إنشاء ثلاث حدائق خاصة لذوي الإعاقة وهذه بادرة جيدة، لكن يجب التأكيد على ملاءمتها أيضاً للأطفال غير المعاقين، لأننا نسعى إلى دمجهم مع أقرانهم لا عزلهم. كما أن لأمانة الشرقية وقفة في إنشاء ألعاب ترفيهية لذوي الإعاقة الحركية في حديقتي الصفا والراكة، ونتطلع منها لإضافة ألعاب تناسب الإعاقات الأخرى ليتسنى لهم المشاركة مع أقرانهم من غير المعاقين. لكن - مع الأسف - لم نر أية حديقة في الأحساء بها لعبة واحدة تناسب الأطفال من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى عدم وجود ممرات صالحة لأصحاب الكراسي المتحركة ما يتسبب في كسر العجلات الأمامية، علما بأن وزارة الشؤون البلدية والقروية شددت - في أكثر من مناسبة وآخرها ما نشر في جريدة «اليوم» بتاريخ 30 شوال 1435ه العدد 15047- على توجيه كافة أمانات المناطق والمحافظات بضرورة الالتزام بما جاء في لائحة الاشتراطات الخاصة بالخدمات البلدية المتعلقة بالمعاقين، التي تحتوي على معايير فنية خاصة لأخذها في الاعتبار عند الشروع في أي تصميم والترميم بهدف تسيير حركتهم وتهيئة الأوضاع والأبعاد المناسبة لهم في الأماكن التي يرتادونها، وإلى الآن لم يحدث تغيير إيجابي. فالحدائق تشكل جانباً مهماً للعلاج بالترفيه لذوي الإعاقة وهو حق إنساني لهذه الفئة. وأخيراً إلى أمانة الأحساء: أرجو أن تأخذوا بعين الاعتبار أبناءكم الأطفال من ذوي الإعاقة بتهيئة الحدائق وإنشاء ألعاب تناسب جميع الفئات.