أرست شركة ارامكو السعودية عقداً لمشروع مشترك تشارك فيه شركة أير برودكتس وشركة أكوا القابضة لبناء وتملُّك وتشغيل أكبر مجمع للغاز الصناعي في العالم لتزويد مصفاتها التي يجري بناؤها في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية ب75 ألف طن متري يومياً: 20 ألف طن متري من الأوكسجين و 55 ألف طن متري من النيتروجين لمدة 20 عاماً. ووفقاً لعقد الترسية والذي وقعته ارامكو السعودية مع الشركتين فإن شركة أير برودكتس ستصمم وتبني مجمع الغاز الصناعي باستخدام تقنيتها التي تتمتع بحقوق ملكيتها، وسيكون المرفق بعد اكتمال بنائه مشروعاً مشتركاً تعود ملكيته إلى شركة أير برودوكتس بواقع 25% وأكوا القابضة بواقع 75%. من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة ان مشروع توقيع العقد سيخدم مكانة المملكة اقتصادياً خاصة في جنوب المملكة وفتح فرص استثمارية اقتصادية، يكون لها دور ريادي في دعم اقتصاد المملكة؛ كون ذلك يوضح أن الفرصة ما زالت متاحة لتمكين شركات النفط والغاز في بناء المدينة الاقتصادية في جازان وتوظيفه ذلك الدعم في التنمية الاقتصادية للمملكة. وقال الدكتور احسان: إن ارامكو السعودية حالياً تعمل على تحقيق المهمة المناطة بها، وذلك في تعزيز المدن الاقتصادية ودعمها وتمكينها اقتصادياً، وان تعمل ضمن خارطة طريق اقتصادية هدفها الاستراتيجي تعزيز اقتصاد المملكة. من جانب آخر قال ل"اليوم" الدكتور محمد السهلاوي أستاذ اقتصاديات الطاقة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: إن ترسية أرامكو عقد بناء وتملك وتشغيل أكبر مجمع في العالم للغازات الصناعية في منطقة جازان على شركتي أير برودكتس وأكوا القابضة يُعد خطوة جديرة بالاهتمام لتطوير منطقة جازان والمنطقة الجنوبية بشكل عام، وهي ضمن مشاريع ارامكو لمنطقة جازان، لما تتصف به من موقع استراتيجي حساس، خاصة في الآونة الاخيرة مع المعطيات ونتائج عاصفة الحزم، ليكون مؤشرا ايجابياً لاستقرار المملكة ودورها في المنطقة والاستمرار في التطوير والاستغلال الامثل للطاقات البشرية في المنطقة. وأضاف "السهلاوي": إن غازي الاكسجين والنيتروجين من الغازات الصناعية المهمة، وله استغلالات اقتصادية وصناعية في نفس الوقت، منوهاً بالطلب الكبير على هذين الغازين في الصناعات التحويلية، مشيراً الى انه يمكن استخدامهما في تطوير انتاج المياه والطاقة في نفس الوقت؛ لما يملكه هذان الغازان من أساسيات إنتاج الطاقة والمياه. من جهته، قال سيفي قاسمي رئيس مجلس الإدارة، والرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة أير برودكتس: إن المشروع سيمكِّن الشركة من استخدام التقنيات التي نتمتع بحقوق ملكيتها لتصميم وبناء أكبر مجمع للغاز الصناعي في العالم لأكبر شركة في العالم، مشيرا إلى أن المشروع يهدف إلى توريد الغازات الحيوية اللازمة لمصفاتها في منطقة جازان بطريقة اقتصادية نموذجية استثمارية. من جهة أخرى قال محمد أبو نيان رئيس مجلس إدارة أكوا القابضة: إن إرساء ارامكو السعودية لهذا العقد لأضخم مشروع اقتصادي للغاز الصناعي في العالم سيدعم توجهات المملكة اقتصادياً والتي تركز على تنمية المدن الاقتصادية وإبراز مشاريعها الاقتصادية وإسهامها في الاقتصاد المحلي. وتعد المدينة الاقتصادية في جازان والتي تم تدشينها من قبل المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في 14 نوفمبر 2006م. وستكون هذه المدينة إحدى ثمار التعاون المشترك بين الهيئة العامة للاستثمار وإمارة جازان ومجلس الاستثمار وتنفيذ ارامكو السعودية ويعتبر موقع مدينة جازان الاقتصادية من المواقع الاستراتيجية. وفي وقت وجيز، جذبت هذه المدينة استثمارات عالمية ومحلية تتركز في الصناعات البترولية ومجمع للحديد والصلب وفي مجالات البنى التحتية والخدمات المساندة بقيمة استثمارية تصل إلى 50 مليار ريال، ومن أهم عناصر الجذب الرئيسة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم أن مدينة جازان الاقتصادية تمتع بموقع استراتيجي مطل على أهم المسارات البحرية العالمية، وأيضاً توفر أسعارا تنافسية للطاقة تمنحها ميزة خاصة للجذب الاستثماري. وتحتل المدينة الاقتصادية مساحة 100 مليون متر مربع، وبتمويل إجمالي يبلغ 30 مليار ريال. وتمثل مدينة جازان الاقتصادية أحد أهم المراكز الاقتصادية على الخط الساحلي للبحر الأحمر؛ نظراً لموقعها الاستراتيجي بالقرب من الأسواق المحلية والدولية. ومن شأن ذلك توفير الفرص لتحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأفريقيا وتقديم فرص ثمينة للاستثمار وتسهيل الملاحة البحرية وشحن البضائع. وتتألف مدينة جازان الاقتصادية من عدة مكونات متكاملة تشمل ميناء المدينة، الذي سوف يكون، بفضل موقعه الاستراتيجي قرب مضيق باب المندب وإمكانياته الضخمة واتساع مساحته البالغة 3.3 ملايين متر مربع، أحد أكبر الموانئ في المنطقة ومحطة رئيسية إضافية على ساحل البحر الأحمر، مستفيداً من النمو المتزايد في خطوط الملاحة العالمية للبحر الأحمر. ونظراً لمرافق الميناء الحديثة وقدرته على استقبال السفن العملاقة فإنه سيوفر العديد من الفرص في مختلف المجالات المتصلة ببناء السفن والشحن وإعادة الشحن، وسيضم الميناء -الذي سيوفر الدعم لجميع الخدمات اللوجستية- ميناء جافاً لإصلاح وخدمة السفن وقوارب الصيد.