عندما تكون القلوب خالية وستائرها مسداة على تلك الشبابيك فيتسرب من أطرافها نور ليس كالأنوار، فالضياء يملأ الكون ولكنه ضياء من نوع آخر، ذلك الذي يتسرب رويدا داخل الأرواح دون أن نشعر من أين أتى ومتى وكيف؟. نستسلم له راغبين مضطرين محتاجين واحيانا هاربين. أنفس تحمل العديد من المنازعات بزواياها، مضغوطة بقيود ذكريات مزقتها الآلام واعتصرتها دموع القهر. نسير ونحن مغمضو الأعين بارادتنا معه، قد يقودنا إلى الهلاك، مع ذلك لا نريد أن نستفيق لواقعه، للحقيقة التي نخاف أن توقفنا من المضي بجواره ليس لانه الافضل ربما ولكن قطراته تندي وريقات قد جفت فتغرينا له للحظات جميلة لم نعشها ونمضي لها بعطش، لكلمات كنا نحلم بسماعها حرمنا تذوق حروفها، قد نكون بقناعة تامة بأن ما يحدث مجرد مشاهد تمثيلية وزعنا ادوارها وكل منا رسم حواره كما يشتهي ويرغب لتستمر حكاية نسجت أو كذبة صدقت ولم تكتب لها نقطة نهاية، قد يكون كل منا هاربا من ألم ما وعندما نلتقي نريد نسيانه وعندما نبتعد قليلا ونعود للوعي ندرك أن هناك غمامة تسودنا، هل نحن بخير؟ هل كل منا يحب الاخر بحق أم ماذا؟ هل نخدع أنفسنا لحاجتنا لشخص يبقى قريبا منا فقط؟ لم لا نواجه تلك النفس ونهز واقعنا بعنف؛ لنستفيق قبل الضياع اذا كنا نعيش الاكذوبة فلم الاستمرار بتلك الظلمة؟ هو سؤال لمن يريد أن يحب ويُحب، نريد حبالا نستطيع أن نمسك بها بثقة لتخرجنا الى حيث نريد وليس مجرد خيوط تهوي بنا إلى ما لا نريد، نحتاج لوقفات صريحة مع ذواتنا نخاطبها برفق وقناعة نحرص عليها فلا نسمح لأحد حتى أنفسنا أن يؤذيها بجرح فليس لنا من بقايانا سواها.