محزن جداً أن يظل الفريق القدساوي في دوري الدرجة الاولى بما يملكه من مواهب واعدة أيضاً ونجوم صدرهم إلى أغلب الفرق الجماهيرية، فالفريق الذي حقق كأس الكوؤس الآسيوية وحقق قبل عدة أعوام على كأس مسابقة ولي العهد بقيادة المدرب الوطني خليل الزياني، لكن حلم الصعود أصبح أقرب من أي وقت مضى، ليستعيد بنو قادس مكانهم الطبيعي الذي تعودت عليه الجماهير العاشقة لهذا الكيان الكبير. لذلك، فالقضية المطروحة للنقاش هذا الاسبوع «القادسية مصنع النجوم»، إيماناً منا بأن هذا الفريق لديه من الامكانيات والطاقات البشرية ما يجعله يتميز عن غيره من الفرق، خصوصاً أن الفريق مر في فترات سابقة بظروف لو مرت على فريق آخر لقضت عليه، ولكن لأنه القادسية بما يحمله من تاريخ، وبوقوف رجالاته، ظل صامداً أمام أي مشكلة تحاول أن تعصف بالفريق. «الميدان الرياضي»، توجّه للجماهير القدساوية خاصة والجماهير السعودية عامة، طالبا منهم رأيهم في هذا السؤال المهم: ما الذي جعل الفريق القدساوي يتميز في امتلاك هذه المواهب الكثيرة، والاعداد الكبيرة من النجوم التي أصبحت ركيزة أساسية في دعم المنتخب السعودي بجميع فئاته، خصوصاً أنه ليس الفريق الوحيد في المنطق؟ وهل تتوقع أن يواصل الفريق إبداعاته ويتوّجها بالصعود إلى دوري عبداللطيف جميل؟ قال عبدالله الحميد: يجب في البداية أن نشكر جميع العاملين في الفئات السنية في النادي؛ لأنهم يقومون بعمل جبار في كيفية اختيار المواهب واحتوائها، والأخذ بيدها إلى الطريق الصحيح، أعتقد أن ما جعل الفريق القدساوي يحظى بهذا العدد الكبير من المواهب والنجوم هو ابتعاد الواسطة والمحسوبية في عملية اختيار المواهب، فالموهبة الحقيقية هي من تفرض نفسها بدون تفرقة، لذلك استطاع أن يحصل على أموال كثيرة كانت الرافد الاساسي في الصرف على النادي دون أن يتأثر بأي أزمة، لذلك أعتقد أن الفريق سيواصل إبداعاته في الجولة الاخيرة القادمة. وأما فيصل محمد، فيقول: أستغرب أن القادسية هو الفريق الوحيد الذي يملك مواهب، فأنديتنا مليئة بالمواهب، ولكن متى تمنح الفرصة ،حيث في الهلال عشرات اللاعبين ينتظرون الفرصة، وفي الاتحاد لم نشاهد أحداً من أبناء النادي يُمنح الفرصة سوى لاعب أو اثنين وأتت مشاركاتهم متوارية وكذلك في الأندية الأخرى. لذلك فعلينا أن نتفق على أن المواهب ليست حكراً على ناد معين، بل هي في جميع أندية الوطن، وأن السبب الذي جعل نادي القادسية يتميز عن غيره، يكمن فيمن يدير هذا العمل، فالاحترافية كفيلة بإنجاح أي عمل. ومن مصلحة الكرة السعودية أن تطلق جميع الأندية العنان لهذه المواهب بإظهار ما لديها وفك الحصار الدائم الذي يقيمه بعض اللاعبين. وكما كان لمنتخب الدرجات الأولى والثانية أهمية كبيرة، كذلك الحال للاعبي الصف الثاني للأندية الكبيرة كالهلال والاتحاد والأهلي والنصر، والذين إن لم يُمنحوا الفرصة، فلابد من إنشاء دوري رديف و(مصغّر) لهم أو دمج الموهوبين منهم في منتخب يمثل المملكة في مباريات ودية دولية. وعلى اتحاد كرة القدم دراسة هذا الأمر جيداً؛ لأن المواهب لم تنضب في الملاعب السعودية، بقدر ما تم (قتلها)، بسبب بحث إدارات الأندية عن النتائج السريعة والوقتية. أما فهد الغامدي، فيقول: الفريق القدساوي قادر على العودة الى دوري عبداللطيف جميل، فما يميزه عن غيره، هو أن كل من يعمل في هذا النادي تكون مصلحة الكيان أمامه، ويعي تماماً أن هناك من سيحاسبه ويعاتبه اذا أهمل أو قصّر من أبناء المنطقة الذين يعتبرون النادي جزءا لا يتجزأ من تراثهم؛ لذلك اشتهر القادسية بالنادي الأكثر استفادة من بيع النجوم بمبالغ مالية كبيرة، وكانت أبرز الصفقات للاعبين الذين انتقلوا من القادسية صفقة انتقال اللاعبَيْن سعود كريري وسعيد الودعاني إلى نادي الاتحاد في عام 2003، ثم صفقة انتقال ياسر القحطاني للهلال 2005، تلاه انتقال عبده حكمي للاتحاد بمبلغ يصل إلى سبعة ملايين، ثم محمد السهلاوي للنصر، ثم انتقال خالد الغامدي للنصر، وقبله انتقل يوسف السالم للشباب بصفقة انتقال حر بعد نهاية عقده، قبل أن يحط رحاله في الاتفاق وأخيرا الهلال، وتُعد صفقة انتقال اللاعب ياسر الشهراني آخر الصفقات القدساوية لأحد القطبين، حيث انتقل الشهراني للهلال منذ قرابة عامين. وسبق هذه الصفقة كذلك انتقال عبدالكريم الخيبري للنصر بمليوني ريال، قبل أن يجري تنسيقه، وقبلها انتقال عبدالملك الخيبري للشباب بقرابة ستة ملايين ريال، بعد صراع مع النصر تسبّب في إيقاف اللاعب نتيجة توقيعه لناديين في فترة زمنية متقاربة.