قال سكان: إن اشتباكات اندلعت امس في منطقة وضاحية في طرابلس توجد فيهما جماعات مناهضة لحكومة موازية تسيطر على العاصمة الليبية وأجزاء من غرب البلاد. وتشهد ليبيا صراعًا بين حكومتين وبرلمانين متحالفين مع جماعات مسلحة تتنازع على السلطة والأراضي بعد أربع سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي. وقال سكان: إنه كان بالإمكان سماع دوي إطلاق نار وانفجارات منذ الصباح الباكر في حي فشلوم بوسط المدينة، وفي ضاحية تاجوراء إلى الشرق من طرابلس. وسقطت قذائف على عدة مبان سكنية لكن لم ترد تقارير فورية عن سقوط قتلى وجرحى. وشنت ميليشيات الردع التابعة للحكومة الموازية حملة اعتقالات واسعة ومداهمة بيوت بحي فشلوم، ودار قتال عنيف بكافة أنواع الأسلحة بين ميليشيات الردع وأهالي حي فشلوم من منتصف ليلة الجمعة قبل أن تتمكن ميليشيات الردع، من اقتحام الحي المكتظ بالسكان، مستخدمة عربات مسلحة وقواذف (آر بي جي). وأفاد شهود عيان من داخل الحي بأن ميليشيات الردع تقوم بحملة تفتيش واسعة وسط اعتقال أعداد كبيرة من شباب الحي منذ فجر السبت، أما بشأن أعداد القتلى في صفوف المدنيين، فقد رجحت بعض المصادر أن يكونوا قد تجاوزوا عشرة أشخاص. وبحسب ذات الشهود فإن ميليشيات الردع التي يقودها المتشدد عبدالرؤوف كارة تستعد بعض فرقها لمحاصرة حي قرقارش غرب العاصمة، الذي انتفض هو الآخر منذ مساء الجمعة، وأقفل أهاليه طرقات الحي بسواتر ترابية، وسمعت طيلة الليل أصوات الرصاص تتعالى منه. وذكر موقع إخباري ليبي على الإنترنت أن الاشتباكات اندلعت في فشلوم بعد أن هاجمت جماعة مسلحة نقطة تفتيش تابعة للشرطة. ونقل الموقع عن متحدث أمني تابع للبرلمان الموازي ومقره طرابلس قوله: إن قواته سيطرت على معسكرين تابعين للجيش في تاجوراء بعد أن اندلعت اشتباكات الجمعة. وقال: «قتل اثنان من قواتنا في الاشتباكات وأصيب خمسة»، وأضاف إن اشتباكات تجري في الوقت الحالي قرب معسكر آخر. وتوجد في فشلوم وتاجوراء جماعات مناهضة لحكومة موازية تسيطر على طرابلس منذ أن بسط فصيل يعرف باسم «فجر ليبيا» سيطرته على العاصمة في أغسطس وشكل حكومة موازية. وقالت الحكومة الليبية المعترف بها دوليًا والتي تباشر عملها من الشرق منذ فقدانها السيطرة على طرابلس مرارًا: إنها تريد انتزاع السيطرة على العاصمة عسكريًا، واندلعت اشتباكات بين جماعات تؤيد جانبي الصراع إلى الغرب من طرابلس خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولكن ليس في داخل المدينة. ويتحالف الجانبان مع جماعات لمقاتلي معارضة سابقين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي عام 2011 ولكنهم يتقاتلون الآن. وهاجم كل طرف مدنًا يسيطر عليها الطرف الآخر بالطائرات الحربية خلال الأسابيع القليلة الماضية مما قوض محادثات تتوسط فيها الأممالمتحدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية. بنغازي وفي شرق ليبيا قال مصدر عسكري مسؤول في سلاح الجوّ الليبي في تصريح صحفي: إنّ طائرات سلاح الجوّ الحربية والعمودية نفذت عدّة ضربات استهدفت آليات وعربات للمجموعات الإرهابيّة في بنغازي الجمعة. وأضاف المصدر إنّ الطلعات ما زالت مستمرة، مضيفًا إنّ سلاح الجوّ سينفذ ضربات في غرب ليبيا في إطار مساندته لقوات الجيش هناك.وفي سياق متصل ذكر مصدر عسكري تابع للكتيبة 309 فى بنغازى أن الطائرة العمودية التابعة لسلاح الجوّ قصفت جرّافة بالقرب من ميناء المريسة غرب بنغازي، مشيرًا إلى أنّ النيران اشتعلت فيها في عرض البحر. يُشار إلى أنّ بنغازي شهدت تحليقًا مكثفًا لطائرات سلاح الجو وسماع دوي ضرباتها. السلام والاستقرار سياسيًا رأى الرئيس الامريكي باراك اوباما ورئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزر الجمعة ان ازمة الهجرة السرية في البحر المتوسط لا يمكن ان تحل بدون استقرار الوضع في ليبيا، وأكدا ان «بضع ضربات جوية» لن تكفي لتحقيق ذلك. وقال رينزي خلال مؤتمر صحافي في البيت الابيض مع الرئيس الامريكي: «إن"الحل الوحيد اليوم هو السلام (في ليبيا) واستقرار المؤسسات». وحول الوضع الامني رأى رينزي انه على كل الدول ان تشعر بأنها معنية، وقال: «علينا أن نعي أن العمل الذي يجب القيام به يتعلق بليبيا وكذلك بكل أفريقيا وأقول أيضًا، بالعالم بأسره». من جهته، أشاد أوباما «بحيوية» و«رؤية» ضيفه خصوصًا على المستوى الاقتصادي، وذكر بالقلق الامريكي من اقامة مناطق تسيطر عليها جماعات «إرهابية» في ليبيا. وقال الرئيس الامريكي: «إن تنظيم داعش يريد بوضوح شديد استغلال الفوضى في ليبيا لنشر قسم من رجاله هناك». وتحدث عن تعزيز مكافحة الارهاب بالتزامن مع جهد سياسي، وقال: «إن التنسيق مع ايطاليا وشركاء اساسيين آخرين سيكون مهمًا جدًا»، مؤكدًا أن الحل الوحيد للأمد الطويل هو إقامة حكومة «تسيطر على حدودها وتعمل معنا». وأضاف: «إن هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت»، وتابع أوباما: «لا يمكن تسوية المشكلة ببضع ضربات لطائرات بدون طيار أو ببعض العمليات العسكرية»، مشيرًا إلى «بلد ممزق وفصائل قبلية عدة وحكومة مركزية لا تعمل».