دعا رئيس اللجنة التجارية في غرفة الشرقية محمد بن قريان القحطاني إلى معالجة ظاهرة التستر وسيطرة العمالة الوافدة على نسبة كبيرة منه، كما دعا التجار والمهتمين في المنطقة إلى حضور فعاليات «منتدى الشرقية التجاري 2015» الذي تنظمه غرفة الشرقية اليوم من أجل طرح أفكارهم ورؤاهم وما يواجه أعمالهم من عقبات. وقال القريان في حوار خاص مع «اليوم»: إن نسبة كبيرة من العمالة الوافدة تسيطر على قطاع التجزئة بالمملكة، مؤكدا أن ذلك أمر يحتاج إلى تحرك فاعل يخاطب كل حالة على حدة.. سألناه في البداية عن المنتدى وما يحمله من أهداف ومحاور. ما الطموح الذي تستهدفونه من تنظيم «منتدى الشرقية التجاري 2015» او غيره من المنتديات التي تناقش قطاع التجارة باشكالها؟ * من المعلوم ان النسخة الجديدة للمنتدى تناقش محورين رئيسيين هامين، متمثلة في (قطاع التجزئة والتجارة الإلكترونية في المملكة) حيث نسعى وزملائي في اللجنة التجارية من خلال المنتدى الى عرض ابرز المعوقات التي تواجه القطاع الخاص، بالاضافة الى الانجازات التي تحققت حتى اليوم من خلال المبادرات التي قام بها رجال وشباب الاعمال وقادوا قطاع التجزئة الى ارقام كبيرة تتجاوز - حسب تقارير اخيرة - 370 مليار ريال سنوياً. اشرت الى ان قطاع التجزئة يعاني معوقات.. هل لنا ان نعرف ما هي وكيف ستعالج، خصوصا اذا ما علمنا ان بعض الغرف التجارية بالمملكة بدأت بمساع في هذا الموضوع؟ قطاع التجزئة بالمملكة يعد من أكثر الأسواق في العالم جاذبية للاستثمار، ويعود ذلك كما هو معروف الى عدة عوامل ابرزها: النمو السكاني والقوة الشرائية بالإضافة الى الوضع الاقتصادي المستقر ومتوسط دخل الفرد، ومن هنا تبرز التحديات والتي يلخصها واقع القطاع بسيطرة العمالة الوافدة على نسبة تفوق 70 في المائة، ولعلي أشير الى جهود أعمال اللجنة التجارية ودعم غرفة الشرقية في مناقشة هموم القطاع، الأمر الذي جعلها تنطلق قدما بوضع اهداف في هذه النسخة من المنتدى لنشارك بها جميع منتسبي القطاع ونضعها على طاولة المسؤول، ونخرج بحلول آنية اذا امكن ويكون منتسبو القطاع وجها لوجه مع المختصين. وماذا يميز هذه النسخة عن غيرها، وكيف تستطيع التأكيد على نجاح المنتدى؟ استطعنا ولله الحمد منذ شهور رسم الخطوط الرئيسية للمنتدى واهم محاوره، وتقدمنا في الخطوات الاولى لتنفيذه على ارض الواقع، ونحن الآن بصدد الاستعدادات النهائية لإقامة المنتدى، وأستطيع القول ان خطواتنا التنفيذية توصف بالكبيرة كون المنتدى دعا لمشاركة نخبة من المتخصصين الذين سيقدمون خلاصة تجاربهم للعموم، كما اشير الى الدعم الكبير الذي وجده المنتدى من خلال رعاية سمو أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، الذي تفضل مشكورا بالرعاية التي أسهمت في دعم المنتدى معنويا وتسويقيا، واصبحت المشاركة لدى الكثير محفزة لوجود هذا الدعم الكبير. بالحديث عن المعوقات ومناقشتها هل تتوقع ان يفضي المنتدى الى حلول وتوصيات؟ من أهم الجلسات في المنتدى الجلسة الحوارية مع وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة، حيث سيكون في مواجهة مباشرة مع منتسبي القطاع التجاري من مشتركي الغرفة وهذه ميزة نقدمها لهم، فهو الرجل الاول في الوزارة وهو شخص يتسم بالإيجابية ووضع الحلول المباشرة أضف الى ذلك انه بإمكان الحضور تقديم مقترحاتهم، والصعوبات التي يواجهونها الى معالي وزير التجارة مباشرة للتعامل معها حسب ما يقتضيه الامر، وفي نظري فإنها فرصة ثمينة للمشاركة في المنتدى والالتقاء بالمسؤولين والخبراء الذين سيغطون جوانب متعددة تصب في مصلحة القطاع بشكل عام، فقطاع التجزئة من القطاعات الواعدة في المملكة وجاذب للاستثمار ويواجه مجموعة من التحديات التي تتطلب رأي الخبير وقرار المسؤول ومنها التستر التجاري، والعمالة غير النظامية، وارتفاع تكلفة المساحات التجارية المتاحة وندرتها ونقص الأيدي العاملة في الوظائف الخدمية، ومحدودية الاستثمارات في تأهيل الكفاءات الوطنية وعدم جاهزية البنية التحتية لخدمة النمط التجاري. حدثنا عن المحور الثاني الذي يتعلق بالتجارة الالكترونية خصوصا وانها اصبحت رائجة هذه الايام؟ التجارة الالكترونية سجلت استثمارات عالية خلال السنوات الاخيرة، فالعادات الشرائية عن عدد كبير من الناس تغيرت، ولم تعد تقليدية كما في السابق فهناك من يفضل التعامل مع المواقع او الحسابات التجارية على شبكة الانترنت اما لشهرتها او لقوة وضمان بضائعها او تميزها، وحتى التعامل المميز، كما انها توفر الدفع بالطريقة التي يراها الزبون مناسبة له وتقدم له العروض التي لا يجدها عن المحلات في ارض الواقع، وهذه التجارة يقود استثماراتها شباب ويمكلون من الطموح الكبير لتطوير هذه التجارة وابرازها بشكل كبير حتى تنافس العالمية، ومع هذا الطموح يجدون بعض التحديات التي تتمثل في الحسابات المزيفة والقرصنة، بالإضافة الى المطالبات والخدمات المساندة وبوابات الدفع الآمنة مثل (سداد). وكيف ستنقلون هذه الهموم من خلال المنتدى.. وهل الاستثمار في هذا القطاع اصبح مجديا ومغريا لدراسته وتطويره؟ المملكة سجلت ارقاما كبيرة في قطاع التجارة الالكترونية رغم التحديات التي تواجهها، فهي تضاهي بعض الدول الخليجية التي تشتهر بالبنية التحية الالكترونية المتطورة، وللمعلومية فقد سجل حجم التجارة الالكترونية حوالي 2.7 مليار دولار خلال العام الماضي، اضف الى ذلك الافكار الخلاقة التي تسهم كثيرا في تطور هذا القطاع والذي اصبح لزاما علينا مناقشة همومه والعمل على ازالة العقبات من امامه، وقد سجل القطاع توجه شركات كبرى الى اتاحة مجموعة من منتجاتها على مواقع الانترنت، حتى يواكبوا التغيرات ويحققوا مكاسب جديدة، خصوصا اذا ما علمنا ان المملكة تعد من أكبر الأسواق نموا في المنطقة. وكيف تقيم قطاع التجارة الالكترونية من وجهة نظرك؟ كما اشرت سابقا فإن هناك متغيرات طغت على نمط التفكير والعمل لدى شبابنا السعودي فلم يعد الشباب من الذكور والاناث ينتظرون العمل كما في السابق، ولا يفضلون العمل لدى الغير من خلال قناعتهم بان الارباح من خلال الجهد المبذول يجب ان تكون لاعمالهم الخاصة وليست للغير، حتى الاناث تغيرت نظرتهن للحياة فهن لا يردن البقاء في المنزل وانتظار المصروف، او قضاء الوقت في البحث عن وظيفة في المواقع الالكترونية للشركات وانما اصبحت تعمل من منزلها لتحقق ذاتها وتحصل على مدخول ينمي افكارها واعمالها، فالشاب والشابة السعوديان لديهما من الافكار الابداعية والابتكار ما يؤهلهما لتحقيق التميز في هذا المجال. فحسب الاحصائيات الاخيرة سجلت الإناث في مشاريع التجارة الإلكترونية تجاوزا على الذكور بنسبة70 بالمائة، فيما تجاوز حجم التجارة الإلكترونية بالمملكة حاجز ال 400 مليون دولار أي ما يعادل 1.5 مليار ريال سنويا. ما نصيب المنشآت الصغيرة والمتوسطة من أعمال اللجنة التجارية في غرفة الشرقية؟ * في غرفة الشرقية بشكل عام هناك اهتمام خاص من رئيس وأعضاء مجلس الإدارة وأمانتها العامة تجاه هذا الشأن، فهناك مركز متخصص لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة يقدم خدمات مهمة لرواد الأعمال، كما أن لديها لجنتين مميزتين لشباب وشابات الأعمال، ونحن في اللجنة التجارية الكثير من اهتمامنا موجه لتلك المنشآت التي تمثل نحو 70 % من الاقتصاد حسب الدراسات، ونحن في اللجنة التجارية نعمل مع كيان الغرفة ولجانها الأخرى على تقديم ما يفيدها، خاصة أن أغلب أعضاء اللجنة التجارية هم من الشباب المميزين الذين يستشعرون واقع المنشآت الصغيرة والمتوسطة. كيف ترى واقع المنطقة الشرقية تجارياً..؟ * الشرقية تحظى باهتمام ورعاية من الدولة لأهميتها، وأمير الشرقية الأمير سعود بن نايف يدعم كثيراً الحركة التجارية في المنطقة ويذلل أمامها الصعوبات، خاصة أنها تعد من أهم مناطق الطاقة في العالم، ولها موقع إستراتيجي مهم، وتحظى بمقومات وموانئ ومشاريع عملاقة في الجبيل ورأس الخير وغيرها، وتوجد فيها أهم شركة نفطية في العالم، لذلك هي تحظى باهتمام خاص، ونتطلع إلى مزيد من التقدم لتذليل التحديات التي تواجه المستثمرين وخاصة في القطاع التجاري، بما يضمن تعزيز المنافسة وجذب مزيد من الاستثمارات وتوفير فرص جديدة، ويحسن اقتصاد المنطقة، ويعود على المجتمع بالخير. وقطاع التجارة لدينا أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني وساهم بقوة وفعالية في مسيرة التنمية، في سوق يتنامى بشكل كبير، حيث بلغ حجم الاستهلاك النهائي الخاص في المملكة 718.7 مليار ريال بنهاية العام 2012، حسب دراسات غرفة الشرقية، والمملكة احتلت المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر تجارة التجزئة للدول الناشئة للعام 2013، وهناك توقعات أن يحقق قطاع التجزئة وهو عصب النشاط التجاري مبيعات تتجاوز 270 مليار ريال خلال العامين الحالي والمقبل. هناك تقارير تتحدث عن بعض الأجانب في المملكة أنهم يديرون أعمالا وأرقاما كبيرة حسب الاحصاءات، وهو ما تكشفه التحويلات الخارجية الشهرية ما الحل من وجهة نظركم في التعامل مع هذه الحالة؟ * هذا سؤال جيد له حساسيته! من وجهة نظري أعتقد أنه من الأفضل تقييم كل حالة على حدة، وأن تكون هناك لجنة مشكلة من جميع الجهات ذات العلاقة وأصحاب المهنة الرئيسية في المنطقة، تكون مهمتها رفع كفاءة المتستر إلى شريك عامل وله اهتمامه وبصمته، وتحويل المتستر عليه في حال ثبت أن أعماله نظيفة ومفيدة للاقتصاد إلى مستثمر ويطبق عليه جميع لوائح وأنظمة الاسثمار الأجنبي، ويكون المراجع الحسابي لديهم من المراجعين المعتمدين لدى هيئة سوق المال والبنوك، وبذلك قد نساهم في تحويل ظاهرة التستر إلى منظومة مفيدة للاقتصاد. وزارة التجارة بدأت التشهير ببعض المتسترين والمتستر عليهم وهذه خطوة مميزة لوزارة التجارة ما رأيكم؟ * لا شك أن وزارة التجارة مشكورة وعلى رأسها وزير التجارة ومعاونوه قدموا خطوات كبيرة في محاربة التستر، ولديها الدراسات الكافية للقضاء على هذه الظاهرة، ونسأل الله لهم التوفيق في ذلك. وأؤكد أن التجارب والتعاون من قبل التجار وأرباب العمل وكذلك المواطنون يجب أن يكون مواكبا لتوجهات الوزارة وداعما لها من خلال التعاون في الافصاح عن المنافسين (المتسترين والمتستر عليهم) والذين ينعمون بجميع الامتيازات التجارية والاعفاءات بدون أي جهد أو نظام يذكر، لذلك أرجو من الجميع التعاون كل في مجاله، لإنجاح أعمال الوزارة في القضاء على ظاهرة التستر. كلمة أخيرة تود توجيهها؟ * أتقدم بالشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، على دعمه جميع أعمال وفعاليات المنطقة الاقتصادية ودعمه الجميع ونسأل الله له التوفيق والسداد. وإن شاء الله تكون المنطقة الشرقية وغرفة الشرقية ممثلة في اللجنة التجارية، وما تبذله اللجنة التجارية خاصة واللجان الأخرى مثالا يحتذى به في جميع أنحاء مملكتنا الغالية في محاربة ظاهرة التستر، وتحويلها من شكلها الحالي إلى الشكل النظيف والتعامل الشفاف ورفع الكفاءة التجارية والتنافسية لخدمة الوطن والمواطن. القريان أكد ان قطاع التجزئة بالمملكة يعد من أكثر الاسواق في العالم جاذبية للاستثمار المملكة اصبحت تستضيف معارض التقنية بشكل دوري الفتيات أصبحن الأكثر استخداماً للتقنيات الالكترونية الحديثة التجارة الالكترونية أصبحت تستهوى الكثير من الشباب لسهولتها وتنوعها